318

المجالس المؤيدية

المجالس المؤيدية

ژانرونه

============================================================

المجالس العؤيدية الأليف ههنا بين الناس والعجارة عجب ، وقوله بعد ذلك :: أعدت لكافرين، أعجب . فهل الكافرون غير الناس * ومعلوم أن الناس من الحجارة بالبعد الأبعد ، لكون العجارة فى الجماد غاية ، لا تلين ولا تذوب ، ولا يقع الانتفاع بها كوقوع الإنتفاع بالعذابات التى هى من جملة الجماد ، وقد قال الله تعالى : "ثم ت قلويكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة (1) . فمثل القلوب التى هى اخص شىء باللطافة من القوم الذين خاطبهم بالعجارة ، لا متناعها أن تلين لذكر ال ، أو يظهر فيها أثر خشية الله ، فلما جاز أن يكذى عن قلوب قوم هذاك بالحجارة وجب أن يكون عنى بالحجارة ههنا أيضا قوما كنى علهم بهذه الكناية لكونهم بامتناع تأثير خشية الله تعالى ومراقبته فيهم بالغاية (2) . وهم فى حد التأويل قوم لم يتصلوا بحدود الدعوة ، ولم تتجح فيهم أثار الحكمة ، فهم من حيث الإنمانية كالجماد ، وإن كانت صورهم ألفية ، وأشكالهم إنسانية كالجماد ، والناس الذين هو قرناؤهم فى الذارقوم انسوا رشدهم فباينوه ، وأنسوابه ثم نافروه ، مروقا عن دين اله، وغلوا فى أولياء الله كقول رسول الله يمرقون من الدين كما يعرق السهم من الرمية ، . وهاتان الفرقتان قدكدى النبى عنهما ، وأشار إليهما ، فقال : : يا على هلك فيك أثنان :مفرط ومقحير، وهويوافق قوله سبحانه :: وقودها الناسبالحجارة:: (1) سورة البقرة : 74.

(2) يقصد أنهم بلغوا الغلية فى عدم التأثر .

مخ ۳۱۸