3

(3)مجلس [في الهدى والضلال]

قال: وجرى بيني وبين إبراهيم الحداقي وكان من فقهاء أهل صنعاء كلام، فقلت له: يا إبراهيم، بيني وبينك خلاف في حرف من كتاب الله عز وجل.

قال: يا أبا الحسين، وما هو؟

قلت: قول الله تعالى: {الركتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم} [إبراهيم: 1].

قال: وكيف ذلك؟

قلت: لإنك تقول: إن الله أخرج قوما من الظلمات إلى النور، وأدخل قوما في الظلمات وأخرجهم من النور.

قال: لست أقول هكذا.

قلت: أليس أنت تقول: {يضل من يشاء ويهدي من يشاء} [النحل: 93] [فاطر: 8] على وجه الجبر؟

قال: بلى.

قلت: فكان الذين أضلهم أخرجهم من النور إلى الظلمات، والذين هداهم أدخلهم في النور وأخرجهم من الظلمات.

قال: أما هكذا فنعم.

قلت: فعد بنا إلى كتاب الله عز وجل، فأنا وأنت نعد له.

قال: إفعل.

قلت: أفتكلم لي ولك.

قال: نعم.

قلت: قال الله عز وجل:{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم/4/من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليآؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقر: 57]، إنسب يا إبراهيم، إلى الله عز وجل ما نسب إلى نفسه، وانسب إلى الطاغوت ما نسب الله إليه.

مخ ۶