ولا شك أنه متى كان الوقف كبيرًا وثابتًا لتلك المدارس فإنه يمكنها من أداء رسالتها على الوجه الأكمل.
فما سبق يعطي صورة واضحة للحركة العلمية التي كانت في ذلك العصر مما أدى إلى وجود عدد كبير من العلماء والمؤلفين، وخير دليل على ذلك كتب التراجم لعلماء هذا العصر، كـ: (النجوم الزاهرة) لابن تغري بردي (ت: ٨٧٤هـ) ويقع في خمسة عشر مجلدًا، و(الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) للسخاوي (ت: ٩٠٢هـ)، ويقع في اثني عشر مجلدًا.
ومع هؤلاء العلماء وفي هذا الجو نشأ ابن الهادي وتلقى عن خيرة علماء ذلك الوقت في الفقه والحديث والتاريخ واللغة، ومما لا شك فيه أن من ينشأ في جو مثل هذا الجو المليء بالعلماء وطلاب العلم المتنافسين في تحصيله بشتى الوسائل، لا بد أن ينال من ذلك حظًّا وافرًا، ولذا فإن المؤلف قد تأثر بهذه البيئة العلمية وأصبح من خيرة علماء ذلك العصر.
1 / 31