والقسم الجبلي هو اليمن على الحقيقة، وهو كثير الأمطار، تجلب إليه المطر الرياح الموسمية، وفيه أودية دائمة الجريان ، ولأهله عناية بتصريف المياه والانتفاع بها، لا يدخرون وسعا في زرع سفوح الجبال، يسوونها مستويات متوالية على السفح.
وقد أشار القرآن الكريم إلى ما كان في اليمن من حضارة وعمران وخصب ورخاء، فقال في سورة سبأ:
لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل .
عسير:
والقسم الشمالي من اليمن المجاور للحجاز يسمى اليوم «عسيرا»، وهي تسمية لم تعرف في القديم.
وقبيلة عسير التي يسمى بها الإقليم هي بجيلة، إحدى قبائل اليمن المعروفة، وكانت تسمى باسمها القديم إلى القرن السابع الهجري على الأقل.
وفيه أودية وزروع وقرى كثيرة، منها بيشة وتربة وهي مدينة مسورة كبيرة، تحيط بها المزارع والنخيل، وفيها مبان كثيرة ومنها أبها، ومرفؤها القنفذة على مائتي ميل جنوبي جدة.
وصبيا، وكانت حاضرة الأدارسة أمراء عسير.
الدول القديمة باليمن:
ليس من غرضي في هذا الكتيب الكلام في التاريخ إلا لمحات يسوق إليها ذكر بلد أو مكان، ولكني أثبت هنا كلمة مجملة في دول اليمن القديمة للدلالة على حضارة اليمن الأولى، وما يرجى لها في مستقبلها إن شاء الله.
ناپیژندل شوی مخ