ثم القسم الجنوبي الشرقي من نجد يسمى اليمامة، وكانت تسمى جوا والعروض، وكانت قاعدتها مدينة حجر.
وكانت اليمامة معروفة في بلاد العرب بالخصب، كان بها البر والتمر، وقد ضرب المثل بكثرة نخيلها، كما قال أبو العلاء المعري: ووجدت العلم ببغداد أكثر من الجريد باليمامة ... إلخ.
وتسمى اليوم العارض، وهو القسم الأوسط من جبل طويق، وفيه عمران يتسع مائة ميل مربع، ووادي حنيفة وسطه، وفي الجنوب الغربي منه إقليم الخرج، وهو من أخصب بقاع نجد، وقد عنى به الملك عبد العزيز آل سعود، فاستخرج مياهه بآلات عظيمة، ووسع زرعه وغرسه، ويرجى له مستقبل عظيم، وهو يمتد ثمانين ميلا في خمسين، وفيه كثير من العيون الجارية.
وفيه مدينة الرياض حاضرة نجد كلها والمملكة السعودية بعد مكة، وهي في وطأة من الأرض يحيط بها جنات النخيل، ويمتد عمرانها نحو ميلين، وسكانها قرابة خمسة وعشرين ألفا.
وكانت في اليمامة منازل طسم وجديس من قبائل العرب البائدة، ولهما أساطير شائقة، تمثل احتراب القبيلتين، وانتصار تبابعة اليمن لإحداهما، وإجلاء القبيلتين عن اليمامة.
وتتصل بها قصة زرقاء اليمامة التي كانت ترى من مسافة ثلاثة أيام، وقد ضرب بها المثل في الأشعار والأخبار:
سبحان من قسم الحظو
ظ فلا عتاب ولا ملامه
أعمى وأعشى ثم ذو
بصر وزرقاء اليمامه
ناپیژندل شوی مخ