تكون «حسمى» مسيرة ثلاثة أيام في يومين، يعرفها من رآها من حيث رآها؛ لأنها لا مثيل لها في الدنيا.
ومن جبالها جبل يعرف بأرم عظيم العلو، تزعم البادية أن فيه كروما وصنوبرا.
مدن الحجاز وقراه:
مكة:
لست في حاجة إلى الكلام على أم القرى، وصفها وتاريخها ومكانتها في الإسلام وفي الجاهلية، فهذا لا يحتاج إلى بيان ولا تتسع لبيانه هذه الفصول الضيقة، ولكن أذكر طرفا من وصفها الطبيعي:
هي في واد ضيق يتجه من الشمال إلى الجنوب، تحيط به جبال شاهقة. وهي عند درجة 21 من درجات العرض الشمالي، ودرجة 37 من درجات الطول الشرقي، وعلى 100 كيل من البحر، وليس فيها إلا ماء زمزم.
وقال ياقوت، ومثله في كتاب الهمداني:
وأما صفتها فهي مدينة في واد، والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي، محيطة حول الكعبة، حارة في الصيف إلا أن ليلها طيب.
وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة، وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة، وعرضها سعة الوادي، والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة، والكعبة في وسط المسجد، وليس بمكة ماء جار، ومياهها من السماء، وليس لهم آبار يشربون منها، وأطيبها بئر زمزم، ولا يمكن الإدمان على شربها، وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية، فإذا جزت الحرم، فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة، وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل، وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة.
وسكان مكة اليوم زهاء مائة ألف.
ناپیژندل شوی مخ