76

المحاسن والاضداد

المحاسن والأضداد

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ادب
بلاغت
محاسن السخاء روي عن نافع قال: لقي يحيى بن زكريا ﵇ إبليس لعنه الله فقال: أخبرني بأحب الناس إليك وأبغضهم إليك. قال: أحبهم إلي كل مؤمن بخيل وأبغضهم إلي كل منافق سخي. قال: ولم ذاك؟ قال: لأن السخاء خلق الله الأعظم فأخشى أن يطلع عليه في بعض سخائه فيغفر له. وقال النبي ﷺ: «السخي قريب من الله قريب من الناس بعيد من النار والبخيل بعيد من الله من الجنة قريب من النار، والجاهل السخي أحب إلى الله ﷿ من عابد بخيل، وأدوأ الداء البخل» . وقال ﷺ: «ما أشرقت شمس إلا ومعها ملكان يناديان يسمعان الخلائق غير الجن والأنس وهما الثقلان: اللهم عجل المنفق خلفا والممسك تلفاز والملكان يناديان: أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى» . وعن الشعبي قال: قالت أم البنين ابنة عبد العزيز أخت عمر بن عبد العزيز وكانت تحب الوليد بن عبد الملك: لو كان البخل قميصًا ما لبسته أو طريقًا ما سلكتها، وكانت تعتق كل يوم رقبة، وتحمل على قريش في سبيل الله وكانت تقول: البخل كل البخل من بخل على نفسه بالجنة. وقيل اعتقت هند بنت عبد المطلب في يوم واحد أربعين رقبة. وقال بعض الحكماء: ثواب الجود خلف ومحبة ومكافأة، وثواب البخل حرمان وإتلاف ومذمة. وقال النبي ﷺ لعلي بن أبي طالب ﵁: «يا علي، كن شجاعًا فإن الله يحب الشجاع، وكن سخيًا فإن الله يحب السخي وكن غيورًا فإن الله يحب الغيور. يا علي: وإن إنسان سألك الحاجة ليس لها بأهل فكن أنت أهلًا لها» . وقال الني ﷺ: «السخاء شجرة في الجنة من

1 / 87