52

المحاسن والاضداد

المحاسن والأضداد

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ادب
بلاغت
فيضرك» . وقيل: «أمران لا ينفكان من كذب: كثرة المواعيد، وشدة الاعتذار» . وقيل: «كفاك موبخًا على الكذب، علمك بأنك كاذب» . وقال رجل لأبي حنيفة: «ما كذبت قط»، قال: «أما هذه فواحدة» . وفي المثل: «هو أكذب من أخيذ السند»، وذلك أنه يؤخذ الخسيس منهم، فيزعهم أنه ابن الملك. وكذلك يقال: «أكذب من سياح خراسان»، لأنهم يجتازون في كل بلد، ويكذبون للسؤال والمنسألة. ويقال: «هو أكذب من الشيخ الغريب»، وذلك أنه يتزوج في الغربة، وهو ابن سبعين سنة، فيزعم أنه ابن أربعين، ويقال: «هو أكذب من مسيلمة» وبه يضرب المثل. ومما قيل في ذلك من الشعر: حس الكذوب من البلية ... بعض ما يحكى عليه ما إن سمعت بكذبة ... من غيره نسبت إليه وقال آخر: لقد أخلفتني وحلفت حتى ... إخالك قد كذبت وإن صدقتا ألا لا تحلفن على كلام ... فأكذب ما تكون إذا حلفتا وقال آخر: قد كنت أنجر دهرًا ما وعدت إلى ... أن أتلف الوعد ما جمعت من نشب فإن أك صرت في وعدي أخا كذب ... فنصرة الصدق أفضت بي إلى الكذب قال الأصمعي: قال الخليل بن سهل: «يا أبا سعيد أعلمت أن طول رمح رستم كان سبعين ذراعًا من حديد مصمت، في غلظ الراقود» «١»، فقلت: «ههنا إعرابي له معرفة، فاذهب بنا إليه فحدثه بهذا» . فذهبت به إلى الأعرابي فحدثه، فقال الأعرابي: «قد سمعت بذلك، وبلغنا أن رستم هذا كان هو واسفنديار أتيا لقمان بن عاد بالبادية، فوجداه نائمًا، ورأسه في حجر أمه، فقالت لهما: ما شأنكما، فقال: «بلغنا شدة هذا الرجل فأتيناه»

1 / 61