306

المحاسن والاضداد

المحاسن والأضداد

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ادب
بلاغت
فهبني عودًا جوفه تحت متنه ... يمتعني ما بين نحرك والذقن!!
فلما سمعت شعري رمت بالطبل في وجهي، ودخلت الخيمة، فوقفت حتى حميت الشمس على مفرقي ولم تخرج، فانصرفت قريح القلب، فهذا التغير من عشقي لها» .
فضحك الرشيد حتى استلقى، وقال: «ويلك، يا عبد الملك! ابن ستٍ وتسعين وتعشق»؟! فقلت: «قد كان هذا» ! فقال: «يا عباس، أعط عبد الملك مائة ألف درهم، ورده إلى مدينة السلام» . فانصرفت، ثم أتاني خادم، فقال: «أنا رسول ابنتك يعني الجارية، تقول لك: إن أمير المؤمنين قد أمر لها بمال، وهذا نصيبك»، فدفع إلي ألف دينار، ولم تزل تواصلني بالبر الواصل حتى كانت فتنة محمد، وانقطع خبرها، وأمر الفضل لي بعشرة آلاف درهم.
وعن علي بن الجهم لما أفضت الخلافة إلى المتوكل، أهدى إليه الناس على أقدارهم، فأهدى إليه ابن طاهر جارية أديبة تسمى «قبيحة»، تقول الشعر وتلحنه، وتحسن من كل علم أحسنه، فحلت من قلب المتوكل محلًا جليلًا، فدخلت يومًا للمنادمة، وخرج المتوكل وهو يضحك، وقال:
يا علي، دخلت فرأيت «قبيحة» كتبت على خدها بالمسك «جعفر»، فما رأيت أحسن منه، فقل فيه شيئًا، فسبقتني محبوبة، وأخذت عودها فغنت:
وكاتبةٍ بالمسك في الخد جعفرا ... بنفسي خط المسك من حيث أثرا
لئن أودعت سطرًا من المسك خدها ... لقد أودعت قلبي من الوجد أسطرا
فيا من لمملوكٍ يظل مليكه ... مطيعًا له فيما أسر وأجهرا
ويا من لعيني من رأى مثل جعفرٍ ... سقى الله صوب المسكرات لجعفرا
قال: فنقلت خواطري، حتى كأني ما أحسن حرفًا من الشعر، وقلت للمتوكل: «أقل، فقد، والله، غرب عني ذهني»، فلم يزل يعيرني به، ثم دخلت عليه للمنادمة، بعد ذلك، فقال: «يا علي، أعلمت أني قد غاضبت «محبوبة»، وأمرتها بلزوم مقصورتها، ومنعت أهل القصر من

1 / 332