المحاسن والاضداد
المحاسن والأضداد
خپرندوی
دار ومكتبة الهلال
د خپرونکي ځای
بيروت
إليه، قال فيه شعرًا، وصاغ له لحنًا، كما كان فعل حين نفق مركوبه شبديز، ولم يجسروا على إنهاء ذلك، فغنى بها وذكر أنه ممدود في آرية، ماد قوائمه لا يعتلف ولا يتحرك، فقال الملك: «هذا قد نفق إذن» . قال:
«أنت قلت ذلك أيها الملك»، وكان يضطره بأشعاره أن يتكلم بالذي يكره عما له أن يستقبلوه به.
ذكروا أن العلة في صب الماء، أنه كان أول من تكلم في المهد، قبل المسيح، زو بن طهماسب «١»، وكان مات أبوه على قحط شديد قد شمل الأقاليم، فتكلم، ودعا الله ﵎، فسقي الناس الغيث، وأخصبت أرضهم، وعاشت مواشيهم، فجعلوا صب الماء فيه سنة.
وقد حكي أيضًا عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن الحسن، ﵈، أنه قال في ذلك: إن أناسًا من بني إسرائيل أصابهم الطاعون، فخرجوا من مدينتهم هاربين إلى أرض العراق، فبلغ كسرى خبرهم، فأمر أن تبنى لهم حظيرة يجعلون فيها، لترجع أنفسهم إليهم؛ فلما صاروا في الحظيرة ماتوا، وكانوا أربعة آلاف نفس.
ثم أن الله تعالى أوحى إلى بني ذلك الزمان: «إن رأيت محاربة بلاد كذا، فحاربهم ببني فلان» . فقال: «يا رب، كيف أحاربهم، وقد ماتوا»؟ فأوحى الله إليه: إني أحييهم لتحارب بهم، وتظفر بعدوك، فأمطر الله ﷿ ليلة صب الماء، فأصبحوا أحياء، فهم الذين قال الله تعالى فيهم:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ.
قال: «هؤلاء قوم أصابتهم محنة من الأزل، قحطوا زمانًا فهزلوا، وأجدب بلدهم، فغيثوا في هذا اليوم برشة من مطر، فعاشوا وأخصبت بلادهم، فجعله الفرس سنّة.
1 / 316