المحاسن والاضداد
المحاسن والأضداد
خپرندوی
دار ومكتبة الهلال
د خپرونکي ځای
بيروت
أرتجي خالقي وأعلم حقًا ... أنه ما يشاء ربي كفاني
لا تلمني، وارفق خليلي بشأني ... إنه ما عناك يومًا عناني
قال علي بن الحسين: فو الله ما رأيت أحسن منها، ولا أرق من غنائها بهذا الصوت، فما برحت حتى اصطلحا، وألهتني، والله، عن الغنى؛ فأقمت بالبصرة.
وعن الكلبي «١»، قال: بينا عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت في حال نسكه، فإذا هو بشاب قد دنا من شابة ظاهرة الجمال؛ فألقى إليها كلامًا، فقال له عمر: «يا عدو الله، في بلد الله الحرام، وعند بيته تصنع هذا»؟
فقال: «يا عماه، إنها ابنة عمي، وأحب الناس إلي، وإني عندها لكذلك، وما كان بيني وبينها من سوء قط أكثر مما رأيت» . قال: «ومن أنت»؟
قال: «أنا فلان بن فلان»، قال: «أفلا تتزوجها»؟ قال: «أبى علي أبوها»، قال: «ولم»؟ قال: «يقول ليس لك مال»، فقال: «انصرف، والقني»، فلقيه بعد ذلك، فدعا ببغلته فركبها، ثم أتى عم الفتى في منزله، فخرج إليه فرحًا بمجيئه، ورحب وقرب، فقال: «ما حاجتك، يا أبا الخطاب»؟ قال: لم أرك منذ أيام فاشتقت إليك، قال: «فانزل»، فأنزله وألطفه، فقال له عمر في بعض حديثه: «إني رأيت ابن أخيك، فأعجبني تحركه، وما رأيت من جماله وشبابه»، قال له: «أجل! ما يغيب عنك أفضل مما رأيت»، قال: «فهل لك من ولد»؟ قال: «لا، إلا فلانة» . قال: «فما يمنعك أن تزوجه إياها»؟ قال: «إنه لا مال له» قال:
«فإن لم يكن له مال، فلك مال»، قال: فإني أضن به عنه، قال:
لكني لا أضن به عنه، فزوجه واحتكم، قال: مائة دينار، قال:
نعم. فدفعها عنه، وتزوجها الفتى، وانصرف عمر إلى منزله، فقامت إليه جارية من جواريه، فأخذت رداءه، وألقى نفسه على فراشها وجعل يتقلب؛ فأتته بطعام، فلم يتعرض له، فقالت: أظنك، والله، قد وجدت
1 / 297