245

المحاسن والاضداد

المحاسن والأضداد

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ادب
بلاغت
للخيزران «١»: «استزيريها»، فزارتها، وجاءت إليها، فقالت لها: «هل لك في الحمام»؟ قالت: «نعم»، فلما دخلت الحمام، وافاها المهدي، فبرزت له، ولم تستتر عنه، فقال لها المهدي: «إنا وليك فزوجيني نفسك»، فقالت «أنا أمتك»، فتزوجها ونال منها، فلما انصرفت أخبرت أخوتها بما كان، فقالوا: «أمسكي عنه»، فلما كان بعد مدة، قالوا لها: «استزيري الخيزران»، فاستزارتها، فلما صارت إليها قالت: «هل لك في الحمام»؟ قالت: «نعم»، فلما دخلتا معًا ما شعرت الخيزران إلا ببني أبي عبيد الله قد عمدوا عليها فاستترت عنهم، فقالوا: «لو أردنا أن نفعل كما فعلتم بحرمتنا لفعلنا، ولكنا لا نستحل»، فقالت لهم: «والله لو رمتم ذلك لأمرت الخدم بقتلكم»، فانصرفوا، فلما رجعت الخيزران، أخبرت المهدي بذلك، فكان السبب في قتل المهدي محمد بن أبي عبيد على الزندقة. وبلغه أيضًا عن عونة بنت أبي عون، جمال وهيئة، فقال للخيزران: «استزيريها» فاستزارتها، فقالت لها الخيزران: «هل لك في الحمام»؟ قالت: «نعم»، فلما دخلتا ما شعرت إلا بالمهدي قد وافاها، فاستترت بالخيزران وقالت: والله لئن دنوت مني لأضربن بالكرنيب وجهك»، فقال: «ويلك إنما أردت أن أتزوجك»، قالت: «لا سبيل إلى ذلك»، فانصرف عنها، فأخبرت أباها، فقال: «لا حسنت في فعلك» .

1 / 269