167

المحاسن والاضداد

المحاسن والأضداد

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ادب
بلاغت
عزمت على قلبي بأن أكتم الهوى ... فضج ونادى إنني غير عاقل فإن حان موتي لم أدعك بغصتي ... وأقررت قبل الموت أنك قاتلي جارية البارقي: ذكروا أنها أنشدت في مجلس عمرو بن مسعدة: يا أحسن العالم حتى متى ... يرتفع الحب وانحط وكيف منجاي وبحر الهوى ... مذ حف بي ليس له شط فأجيبت: يدركك الوصل فتنجو به ... أو يقع البحر فتنحطّ قال علي بن الجهم: كنت في مجلس محمد بن عمرو بن مسعدة، فأقبلت جارية كأنها البدر ليلة التمام، بلون كأنه الدر في البياض، مع احمرار خدين كشقائق النعمان فسلمت، فقال لي محمد: «يا أبا الحسن! هذه الجنة التي كنتم توعدون»، فقالت: وما الوعد يا سؤلي وغاية منيتي ... فإن فؤادي من مقالك طائر فقال لها محمد: أما وإله العرش ما قلت سيئًا ... وما كان إلا أنني لك شاكر فقال ابن الجهم: أمسك فديتك عن عتاب محمد ... فهو المصون لوده، المتحاذر فأقبلت تحدثنا، فإذا عقل كامل، وجمال فاضل، وحسن قاتل، وردف مائل فقلت: «لقد أقر الله عينًا تراك»، فقالت: «أقر الله أعينكم، وزادكم سرورًا وغبطة» . ثم اندفعت تغني بنغمة لم أسمع أحسن منها: أروح بهم من هواك مبرح ... أناجي به قلبًا كثير التّفكّر عليك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر

1 / 183