محاسن التأويل
محاسن التأويل
ژانرونه
فيها العجل ، أربعين ، فإذا انقضت انقطع عنا العذاب. ثم بين تعالى إفكهم. لأن العقل لا طريق له إلى معرفة ذلك ، وإنما سبيل معرفته الإخبار منه تعالى ، وهو منتف. فقال سبحانه ( قل ) منكرا لقولهم وموبخا لهم ( أتخذتم عند الله عهدا ) أي عهد إليكم أنه لا يعذبكم إلا هذا المقدار ( فلن يخلف الله عهده ) أي فتقولوا لن يخلف الله عهده. وجعل بعضهم الفاء فصيحة معربة عن شرط مقدر. أي : إن كان الأمر كذلك فلن يخلفه ( أم تقولون ) أي : أم لم يكن ذلك فأنتم تقولون مفترين ( على الله ما لا تعلمون ) أي وقوعه جهلا وجراءة. وقولهم المحكي ، وإن لم يكن تصريحا بالافتراء عليه سبحانه ، لكنه مستلزم له. لأن ذلك الجزم لا يكون إلا بإسناد سببه إليه تعالى.
** القول في تأويل قوله تعالى :
( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) (81)
( بلى ) إثبات لما بعد حرف النفي وهو قوله ( لن تمسنا النار ) أي بلى تمسكم أبدا. بدليل قوله ( هم فيها خالدون )، ( من كسب سيئة ) أي عملها وهي والسيء عملان قبيحان أصلها سيوءة. من : ساءه يسوه. فأعلت إعلال سيد. ثم أوضح سبحانه أن مجرد كسب السيئة لا يوجب الخلود في النار ، بل لا بد أن يكون سببه محيطا به فقال ( وأحاطت به خطيئته ) أي غمرته من جميع جوانبه فلا تبقي له حسنة. وسدت عليه مسالك النجاة. بأن عمل مثل عملكم أيها اليهود. وكفر بما كفرتم به حتى يحيط كفره بما له من حسنة ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ).
(تنبيه) ذهب أهل السنة والجماعة إلى أن الخلود في النار إنما هو للكفار والمشركين لما ثبت في السنة ، تواترا ، من خروج عصاة الموحدين من النار. فيتعين تفسير السيئة والخطيئة ، في هذه الآية ، بالكفر والشرك. ويؤيد ذلك كونها نازلة في اليهود.
** القول في تأويل قوله تعالى :
( والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) (82)
( والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) من عادة
مخ ۳۴۱