292

دنياه. وقرئ «فأزالهما» بالألف ، من التنحية ( فأخرجهما مما كانا فيه ) من الرغد والنعيم والكرامة ( وقلنا اهبطوا ) أي انزلوا إلى الأرض ، خطاب لآدم وحواء والشيطان. أو خطاب لآدم وحواء خاصة ، لقوله في الآية الأخرى ( قال اهبطا منها جميعا ) [طه : 123] ، وجمع الضمير لأنهما أصلا الإنس ، فكأنهما الإنس كلهم ( بعضكم لبعض عدو ) متعادين يبغي بعضكم على بعض ( ولكم في الأرض مستقر ) منزل وموضع استقرار ( ومتاع ) تمتع بالعيش ( إلى حين ) أي إلى الموت.

** القول في تأويل قوله تعالى :

* (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) (37)

( فتلقى آدم من ربه كلمات ) استقبلها بالأخذ والقبول ، والعمل بها حين علمها. قال ابن جرير : وهي الكلمات التي أخبر عنه أنه قالها متنصلا بقيلها إلى ربه ، معترفا بذنبه ، وهو قوله : ( ربنا ظلمنا أنفسنا ) [الأعراف : 23] الآية ، فدعا بها لكي تكون عنوانا له ولأولاده على التوبة ( فتاب عليه ) فرجع عليه بالرحمة والقبول ، وتجاوز عنه ، وقوله تعالى : ( إنه هو التواب الرحيم ) في الجمع بين الاسمين وعد للتائب بالإحسان مع العفو.

** القول في تأويل قوله تعالى :

* (قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم)

* ولا هم يحزنون) (38)

( قلنا ) لآدم وحواء ( اهبطوا منها ) من الجنة ( جميعا ) ثم ذكر ذرية آدم فقال ( فإما ) بإدغام نون «إن» الشرطية في «ما» الزائدة ( يأتينكم مني هدى ) كتاب أنزله عليكم ، ورسول أبعثه إليكم ( فمن تبع هداي ) أقبل على الهدى وقبل ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) في الآخرة بأن يدخلوا الجنة.

** القول في تأويل قوله تعالى :

* (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (39)

( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) بالكتاب والرسول ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) لا يموتون ولا يخرجون.

مخ ۲۹۵