314

مغانم

المغانم المطابة في معالم طابة

خپرندوی

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

ژانرونه

أَبُو جُنْدُبٍ الهُذَلِيِّ (^١):
على حَنَقٍ صبَّحتهم بِمُغِيرَةٍ … كرِجْلِ الدَّبى الصَّيفِيِّ أَصْبَحَ سائِما
بغيتهمُ ما بين حدَّاء والحشا … وَأَوْرَدْتهم ماء الأثِيْلِ فعاصِما (^٢)
العَذْرَاءُ والعَرَّاء: والعَذْرَاءُ هي في أَصْلِ اللغَةِ الرَّمْلَة التي لم تُوطأ، سُمِّيَتْ البِكْرُ بِها أيضًا لأنَّها لم توطأ. والعَذْرَاءُ: الدُّرَّةُ التي لم تُثْقَبْ، شُبِّهَتْ بالجارِيَةِ البِكْرِ في ذَلِكَ. وسُمِّيَتْ المَدِينَةُ بِذَلِك لأنَّها لَمْ توطأ أيضًا (^٣). بِمَعْنَى أنَّها لم يَطَأْها العَدُوُّ القاهِرُ في أوَّلِ الزَّمانِ، وأنَّها لَمْ تَبْرَحْ مَحْفُوظَة مَصُونَةً مِنَ العُتَاةِ المتَمَرِّدين، والجُنَاةِ المُفْسِدِين إلى أَنْ تَسَلَّمَها مالِكُها ومَلِكُها سَيِّدُ الأنبياء والمُرْسَلِين كَوَديِعَةٍ تُصَانُ إلى أنْ تُرَدَّ إلى صاحبِها، وبديعةٍ تُحْفَظُ في خِدْرِها إلى أَنْ تُسَلَّمَ إلى خاطِبِها.
وهذا الاسْمُ لها مِنَ الأسْماءِ المَذْكُورَةِ في الكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ، كما رُوِّينا عن إبراهيم بن أبي يحيى أنَّهُ قال: للمدينة في التَّوراةِ أحد عشر اسْمًا؛ المَدِينَة، وطيبة، وطابَة، والمِسْكِينَة، وجابرة، والمجبورة، والمَرْحُومة، والعَذْراء، والمُحَبَّةُ، والمَحْبُوبَة، والقاصِمَةُ. وتَصحَّفَ على بَعْضِ المُصَنِّفين هذه اللفظة

(^١) هو أبو جندب بن مرة، أحد أولاد بني قرد، وكان بنو مرة عشرةً، منهم أبو جندب وأبو خراش، وكانوا جميعًا شعراء دهاة سراعًا لا يدركهم عدوٌ، وكان أبو جندب ذا شرٍّ وبأسٍ، وكان قومه يسمونه المشؤوم. الأغاني ٢١/ ٤٥، المذاكرة في ألقاب الشعراء ص ١٤١ - ١٤٥.
(^٢) شرح أشعار الهذليين ١/ ٣٥٣، معجم البلدان ٤/ ٦٧.
الدُّبى: أصغر الجراد والنمل. القاموس (دبى) ص ١٢٨٢.
حَدَّاء: واد فيه حصن ونخل بين مكة وجدة. معجم البلدان ٢/ ٢٢٦.
الحشا: جبل الأبواء بين مكة والمدينة. معجم البلدان ٢/ ٢٦١.
الأثيل: موضع في بلاد هذيل بتهامة. معجم البلدان ١/ ٩٤.
(^٣) (اللسان) (عذر) ٤/ ٥٥٣.

1 / 315