مغانم
المغانم المطابة في معالم طابة
خپرندوی
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
ژانرونه
ومُراد رسولك ﷺ، وأقول كما أمرتني وكما بلغنا عنك: ﴿آمَنَّا باللهِ وَمَا أُنزلَ إلَيْنَا وَمَا أُنزلَ إلى إبْرَاهِيمَ وَإسمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِم لا نُفرِّقُ بَيْنَ أحَدٍ مِنْهُم وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (^١)، ﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أنزلْتَ واتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ (^٢) آمنت بالله، وملائكته، وكُتُبِه، ورُسُلِه، واليوم الآخر، وبالقَدَرِ خيره وشره، اللهم فَثبِّتْني على ذلك، وعلى ما تحب وترضى، كما تحب وترضى، وأَحْيِنا على سُنَّتِه، وأَمِتْنا على سُنَّتِه، وابْعَثْنا على ذلك، ولا تَحُلْ بيننا وبينه في الدنيا والآخرة، ولا تَرُدَّنا على أعقابنا و﴿لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ﴾ (^٣).
ثم يقول: يا رسول الله، إن الله تعالى يقول: ﴿ولَوْ أنَّهم إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ (^٤). وقد مَنَّ الله تعالى عليَّ ووفقني وهداني وحملني، وكفاني وحفظني، ورعاني حتى وَصَّلني إلى حضرتك، ومَنَّ عليَّ بمشاهدتك، وقد فارقتُ الأوطانَ والأهلين، وركِبْتُ من المَشَاقِّ ما بلغ مِنِّي البِلَغِين (^٥)، وقطَعْتُ المراحل، وأنصَبْتُ الرواحل، وقد أتيتك مذنبًا مسيئًا، خائفًا خاشيًا وجلًا، قد أثقلت ظهري الذنوب والأوزار، وعجَزْتُ عن سَيِّئَات نفسي وغلبَتْ عليَّ
(^١) سورة البقرة آية: ١٣٦. (^٢) سورة آل عمران آية: ٥٣. (^٣) سورة آل عمران آية: ٨. (^٤) سورة النساء آية: ٦٤. (^٥) جاء في قول عائشة ﵂ لعلي ﵁ يوم الجمل: قد بلغت منا البلغين قال ابن الأثير: يروى بكسر الباء وضمها مع فتح اللام، وهو مثل، معناه: قد بلغت منا كلَّ مَبلغ. النهاية (بلغ) ١/ ١٥٣.
1 / 178