مسكينة! (سميرة لا تحفل بهذا الرد، بل تتطلع إلى النافذة في شغف. وأما الأبله فيرمقها مغيظا.)
المشهد الثالث (سميرة - هو) «هو» (يدنو من سميرة ويجعل كفه على كتفها ويجذبها بلطف إلى الطريق المظلم وهي منقادة مذهولة وعينها منصرفة إلى النافذة ووجهها محول إلى مؤخر المسرح لا إلى الجمهور. يرى الأبله هذا فينهض يتبعها بحركات وإشارات ضالة. وبعد أربع خطوات أو خمس يعود أدراجه وينزوي عن المسرح ناحية الغيابات (الكوليس
les coulisses ). في هذه اللحظة يعلو صوت الناي غاية في الشجى.)
سميرة :
أمهل. (يقفان. يظل صوت الناي دقيقة كاملة)
هو (بعد سكوت الناي) :
أصبحت لا حاجة لك فيه. (يعود الناي دقيقة أخرى كاملة إلى مداته الشجية. تستمع سميرة إليه كأنها تنتفض.)
سميرة :
دعني أودعه ... إنه قام مقام عكاز لي دهرا ... ولم ينحطم قط. وما يدريني؟ ربما عدت إليه ... أفلا أفارقه على وداد؟ (في بطء)
لا تزال بنا حاجة إلى ما ملأ أيدينا مما لم نؤمل (تميل بأذنها نحو النافذة كأنها تريد أن تسمع صوتا منقبضا.) (في هذه اللحظة عينها يسمع من داخل الغيابات يمينا - حيث الأبله منزو - نشيج رقيق يقارب مدات الناي الشجية.)
ناپیژندل شوی مخ