219

مفتاحي

المفاتيح في شرح المصابيح

پوهندوی

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

د خپرونکي ځای

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

ژانرونه

منصوب لأن مميز (كم) الاستفهامية منصوب، وتقديره: فبكم زمانًا وجدتَ الله أَمرَ بكتابة التوراة قبل أن يَخلقَني. قوله: "فهل وجدتَ فيها ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ "؛ يعني: قال آدمُ ﵇ لموسى: هل وجدتَ في التوراة مكتوبًا أن آدمَ يعصي ربَّه بأكل الشجرة؟ قال موسى: نعم، فإن قيل: القرآنُ عربيٌّ والتوراةُ عِبرانيٌّ، فكيف يكون فيها ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾؟ قلنا: ليس المراد بهذا أن ألفاظَ ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ بهذا التركيب مكتوبٌ في التوراة، بل المراد بهذا: أن هذا المعنى بذلك اللسان مكتوبٌ في التوراة. قوله: "قال: أفتَلُومُني"؛ يعني: قال آدم لموسى ﵇: أفتَلُومُني على أن عملتُ عملًا قدَّرَه الله تعالى عليَّ أن أعملهَ؛ يعني: فلا ينبغي لك أن تَلُومَني على هذا الفعل لعِلَلٍ يأتي ذكرها في المسألة التي بعد هذا. قوله ﵇: "فحجَّ آدم"؛ أي: غَلَبَ آدمُ على موسى ﵉ في الحُجة. واعلم أن حكمَ رسولِ الله ﵇ بأن آدمَ ﵇ غلبَ على موسى ﵇ في الحُجة ليس بسبب أن آدمَ لم يكن مستحقًا اللَّومَ بهذه الخطيئة، بل كان مستحقًا اللَّومَ؛ لأنا لو قلنا: لم يكن مستحقًا اللَّومَ على تلك الخطيئة لم يكن غيرُ آدمَ ﵇ أيضًا مُستوجِبًا اللَّومَ على الخطيئة، وحينَئذٍ تبطل أحكامُ الشرع وتُرفَع فائدةُ مجيءِ الرُّسلِ على الخلق وإنزالِ الكتب بين جميع المكلَّفين من الأنبياء، وغيرُهم مُستوجِبُون اللَّومَ على الخطيئة، وإنما كان حجَّ آدمُ موسى لعِلَلٍ: أحدها: أن لومَ موسى آدمَ بعد أن عفا الله تعالى عن آدمَ خطيئتَه، واللَّومُ فيه غيرُ متوجِّه.

1 / 175