173

مفتاحي

المفاتيح في شرح المصابيح

پوهندوی

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

د خپرونکي ځای

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

ژانرونه

(يكب) بفتح الياء: فعل مضارع معروفٌ، و(الناس) مفعوله، و(الحصائد) فاعلُه؛ يعني: لا يُلقي أحدًا في النار إلا ما يجري على لسانه من الكلام القبيح، من الكفر والقذف والشتم والغيبة والبهتان، والحديث مع المرأة الأجنبية بالشهوة وغيرِ الشهوة. فإن قيل: قوله ﵇: "هل يكب الناس؟ " استفهامٌ بعده كلمةُ (إلا)، والاستفهام إذا كان بعده لفظة (إلا) يكون بمعنى النفي، فيكون معنى هذا الكلام نفيُ دخول النار عمَّن حفظ لسانه عمَّا به إثم، فما تقولون فيمَن حفظ لسانه عن السوء وترك ركنًا من الأركان، أو فعل فعلًا قبيحًا، من غير أن يتكلم باللسان شيئًا قبيحًا، فهل يدخل النار أم لا؟. قلنا: لم يقل النبي ﵇ هذا الكلام لنفي دخول النار عمَّن حفظ لسانه عن السوء وإثباتِ دخول النار لمن لم يحفظ لسانه عن السوء ونفي دخول الجنة عنه، بل إنما قال رسول الله ﵇ هذا الكلام؛ لأن أكثر الناس دخولًا النار يكون بسبب اللسان، وإذا فكرت وجربت الناس لم تجد أحدًا حفظ لسانه عن السوء ويصدر منه شيء يوجب دخوله النار إلا نادرًا، فإذا كان كذلك فيكون حكم رسول الله بهذا الحكم على الأغلب والأكثر. * * * ٢٩ - وقال ﷺ: "مَنْ أحبَّ لله، وأبغضَ لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكملَ الإِيمانَ"، رواه أبو أُمامة ﵁. قوله: "فقد استكمل الإيمان"، (استكمل) بمعنى: كمل، يعني: "من أحب" أحدًا يحبه "لله" لا لحظَّ نفسه، "و" من "أبغض": أحدًا يبغضه "لله" بأن يكون فيه كفر أو معصية وهو لا يقبل النصيحة، ولا يبغض أحدًا لأجل نفسه بأن يؤذيه ذلك الأحد، "وأعطى لله"؛ يعني: يعطي ما يعطيها لرضا الله وطلبِ ثوابه،

1 / 129