============================================================
44م /مفاتيح الاسرار ومصابيح الآبرار ناصية اللغة العربية وإكثاره من المحسنات البلاغية، فالتأثير الفارسي في الأسلوب واضح يعرفه كل من خبر الأساليب العربية الفصحى، واطلع على أسلوب الشهرستاني، ويحتاجا ذلك إلى دراسة مستقلة، ليس محلها هنا في مقدمة هذا التفسير.
2 . ممايختص بهذا التفسير ضمن إطار التأثر باللغة الفارسية هو تفسير المفردة العربية على ضوء تشعب معنى هذه المفردة بالفارسية.
"الخلق" بالعربية هوالايجاده لكن هذه المفردة يقابلها بالفارسية ثلاث مفردات هي: "أفريدن" و"ساختن" و"فراساختن".
وعلى ضوء هذه المفردات الثلاث يقسم الشهرستانى معنى "الخلق" في تفسيره فيقول: "وبالفارسية: الخلق: "أفريدن"، الخلق: "ساختن"، الخلق: "فراساختن". فالأول اشارة إلى الإيجاد والابداع، وربما يستدعي ذلك مادة وزمانا، وربما لايستدعي. فالذي لا يستدعي مادة منها خلق هو إبداع محض، كإبداع القلم واللوح أو إبداع العقل الأول فلايستدعي شيئا سبق وجوده منه خلق، وإنما السابق عليه أمر الباري تعالى، لا على أنه مادة له، ولا آنه في زمان معه.
وأما إبداع النفس أو الروح فلايستدعي أيضا مادة منها خلق، لكنه يستدعي زمانا هوالدهر، إذخلق بعد العقل.، والذي يستدعي زمانا ومادة فهو سائر الموجودات كالأرض من زبد الماء، والسماء من دخان الماء، والماء من الجوهر الأول الذي نظر إليها نظر الهيبة فأذابها. وذلك هوالعنصر الأول"1 يفسر المفردة العربية أحيانا على ضوء ما يقابلها من مفردة بالفارسية.
العن بالعربية يعنى الطرد والابعاد، لكته على ضوء مايقابلها بالفارسية من معنى هون نفرين" يذهب الشهرستاني إلى تفسير اللعن بأنه نفى الخلقة الحقيقة عن الملعون، ونفي وجوده الحقيقي، وكانه يريد أن يقول إن الإنسان السائر على طريق الله هوالموجود الحقيقي الفاعل في هذا الكون، وأما المنحرف عن هذا الطريق فلاقيمة له في ميزان الوجود.
يقول: 1- الورقة 106 ب.
ليتهنل
مخ ۴۴