============================================================
258/مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار و ذلك أيضا تنقيص لحاله في طينته؟! وما الفرق بين قولهم: (ونحن تسبح بحمدك ونقدس لك *، وذلك إعجاب منهم بأقوالهم الظاهرة، وبين قول اللعين: (أتا خير منه خلقتني من نار)، وذلك إعجاب منه بنفسه ومادته؟!
قيل في الجواب: إن الملائكة - عليهم السلام - عارضوا بذلك القول عند الخبر تعجبا لا إعجابا، واستعلاما لا إنكارا، وإن اللعين عارض بذلك القول عندالأمر إعجابا لاتعجبا وإنكارا لا استعلاما، أما رأيت الملائكة لما توجه إليهم التكليف: (أشجدوا لآدم فسجدوا الا إيليس أبى واشتكبر وكان من الكافرين)؟! فما ترددوا عند الأمر لما قيل لهم اسجدوا وقالوا: سمعنا واطعنا: فسجدوا سامعين مطيعين، وكان الاباء والاستكبار من اللعين عند الأمر، قال: سمعنا وعصينا فأبى واستكبر على الأمر وكان من الكافرين بأصل الأمر؛ إذ لوا كان يعتقد أن لله الأمركما له الخلق لاعترف بأمره مطيعاكما اعترف بخلقه مجبورا، بل كان يذهب مذهب الصابئة والفلاسفة من انتهاء الخلق بذاته تعالى وصدوره من ذاته لا من آمره، وقد قيل إنما رأى المفاضلة بالطينة والمادة، لا بالصورة والأمر: فأفحم بقوله: ما منعك أن لاتسجد إذ أمرتك، ولما رأى الملائكة المفاضلة بالصورة والأمر حين قال: (فإذا سؤيته وتقخت فيه من روحي فققواله ساجدين فسجد الملائكةكلهم أجمغون) إذرأوا التسوية و نفخ الروح فيه وسمعوا الآمر بالسجود وكان بصرهم إلى الصورة وسمعهم إلى الأمر قالوا: ابصرنا وسمعنا وأطعتا.
فإن قال قائل: نحن تحيرنا في كثرة أقوال المفسرين -111 ب في الملائكة المأمورين بالسجود، أهم ملائكة مخصوصون أم الملائكة أجمعون؟! وفي قولهم في تفسير (ونخن نسبخ بحندك) ما الباء فيه وما اللام في نقدس لك؟ وكذلك في جميع القرآن (يسبخون بحند ربهم) (فسيخ باشم ربك). قيل في الجواب عن الملائكة: إن ظاهر الآية يدل على العموم، خصوصا ذكره عند السجود (قسجد العلائكة كلهم أجمعون) بصريح العموم، لكنك ينبغي أن تعرف أن الملائكة قوم من الروحانيين، وأن العالين العليينا ال ال ل ل الا ا لقل ليتهنل
مخ ۳۲۴