317

============================================================

تفر سورة البقرة /251 وقال اخرون: إن الخليفة هو أدم - عليه اللام - وهذا قول السدي رواه عن أبي مالك وعن ابي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة قالوا: الخليفة المذكور هاهنا هو آدم خليفة الله -عزوجل-، والمعنى إني جاعل في الأرض من يخلفني في الحكم بين خلقه.

قال ابن جرير: ومن قام مقامه من ذريته فهو خليفة أيضا داخل في اللفظ ويكون المعنى اي سأجعل في الأرض من أوليه أحكامي، كما قال: "يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) ثم قالت الملائكة: رينا وما ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا، قالوا: "أتجعل فيها" الآية وروى مجاهد وغيره عن ابن عباس أنه قال: لقد أخرج الله آدم من الجنة قبل ان يسكنها إياه؛ فإنه قال للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة. فإن قال قائل ما وجه قولهم: "أتجعل فيها من يفسد فيها" فمن أين علموا ذلك؟ قال السدي: إنما علموا ذلك لأن اله أخبرهم به، وهو قول محمد بن إسحاق ورواية معمر عن قتادة، وهو على هذا استفهام بمعنى الايجاب، كقول الشاعر: الستم خير من ركب العطايا.

اي أنتم كذلك؛ والمعنى أنك ستفعل هذا ونحن لانفعل فعلهم، بل نسبح ونقدس لك: ويجوز ان تكون لفظة الاستفهام1 خرجت مخرج التعجب من معصية العصاة وإكبارهم.

وقال آخرون: إنما قالوا ذلك قياسا، أي كما فعل بنو الجان، وهذا قول جماعة من أهل التأويل قالوا: -108آ- وقد كان الجن من سكان الأرض ألفي عام. وقيل: إنما صدر منهم هذا القول على جهة الاستخبار.: قال الحسين بن الفضل: وعلى هذا فيه إضمار تقديره أتجعل فيها من يفسد فيها ام تجعل فيها من لايفسد؟ فهو استرشاد منهم واستعلام لوجه الحكمة لاعلى وجه الانكار.

وقيل: يقدر الكلام أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ولابستخلفنا فيها ونسحن سبح بحمدك؛ وكان هذا القول ذنبا منهم؛ وكذلك على مذهب من قال: إنهم إنما قالوا ذلك 1. في الهامش عنوان: المعاني.

ليتهنل

مخ ۳۱۷