312

============================================================

1246مفاتيح الاسرار ومصابيح الايرار لانسان اهو خاص لقوم مخصوصين ام عام لجميع الناس؟ وابتداؤه به ابتداء الخلق والايجاد حتى يكون خلق السماوات متأخرا عن خلق الأرض؛ إذ قال في موضع آخر: قل أيتكم لتكفرون بالذي خلق الأزض في يؤمين)، ثم ذكر خلق ما في الأرض في يومين اخرين.

ثم استوى إلى السماء: فذكر آنه 1055 ب - سواهن في يومين اخرين، ومن حكم الحكمة أن تبدأ بالكامل ثم بالناقص، وباللطيف تم الكثيف. فعلى طريق الحكمة ابتداء الوجود من الأشرف فالأشرف، وعلى مذهب الشريعة ابتداء الوجود من الأكثف فالأكثف حتى بلغ الأشرف فالأشرف؛ فإن الدخان الصاعد من الماء ألطف من الماء، والسماء المخلوق من الدخان ألطف من الدخان. وعلى طريق الحكماء: الأفلاك والأنجم هي ألطف الأجسام، والطبائع والأركان أكثف منها، والماء والأرض أكثف من النار والهواء؛ فتارة الأرضيات أسبق في الوجود؛ وهي كما يقول في التنزيل: هو أسبق على التأويل، والعبارة اسبق على المعنى: وهذا حكم الشرع وهو المستأنف: وتارة السماويات أسبق في الوجود: وهي كما نقول: الأرواح أسبق على الأجساد، والمعنى أسبق على العبارات، والقلم واللوحا أسيق على العرش والكرسي، والبسائط اسبق على العبارات؛ وهذا حكم القيامة وهو المفروغ؛ وعلى هذين الحكمين يخرج الدائر والمستقيم؛ فإن المفروغ بالدائر أولى، والدائرا بالسماويات أولى والسبق بها أولى، وإن المستأنف بالمستقيم أولى، والمستقيم بالأرضيات اولى والسبق بها أولى. فهذا هو الإشكال وهذا حل الإشكال وإلا فالعقدة مشكلة الحل، ولولا حكم الكونين لم ينحل ذلك قط.

وسر آخر: أنه تعالى قال: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) و"لكم" إشارة الى نوع الإنسان وهو صحيح؛ إذ سخر لنوع الإنسان كل نبات وحيوان، ولأجله خلق ما خلق في الأرض من المعادن والنبات والحيوان؛ وقد يصح أن يحمل ذلك على جماعة مخصوصين هم خلاصة النوع؛ او على رجل واحد هو مجمع النوع والخلاصة من النوع؛ فتتحد عنده النوعية والشخصية، كما قال تعالى: (هل أتى على الإنسان) وهو إشارة إلى شخص واحد هو في حكم النوع، وقال: (ما خلقكم ولابغتكم إلا كنفس واحدة) وهو ليتهنل

مخ ۳۱۲