============================================================
1244مفاتيح الأسرار ومصابيح الأيرار العرب وتوسعاتهم في العبارات بل كلام كل صنفي من أصناف الانسان لم يتحير في التفسير هذا التحير، بل يجب ان يراعي جانب المتكلم وجانب ما عليه الكلام وجانب الأمر في الكلام؛ فيحمل كل لفظ على موضوعه من غير تأويل، لكن بشرط رعاية الجوانب؛ فإن من قال: بنى البناء دارا وبنى الأمير دارا، لم يشك أن البناء بالإضافة إليه هو مباشرة الفعل، وبالاضافة إلى الأمير هو الأمر؛ وكذلك قول الأوائل: استوى أمر فلان وكلامه وحاله: فالاستواء هاهنا لايكون استقرارا، بل لو قال: استقر كلامه لم يكن بمعنى الجلوس والاختصاص بالجهة: فما بالهم خبطوا هذا الخبط، وهلا قالوا: استوى إلى السماء أمرأ و تسوية، واستوى على العرش أمرا وتدبيرا. ثم لو تديرت كل آية متشايهة وجدت معهاما يزيل الاشتباه، كقوله: (اشتوى على العرش يدبر الأمر) وقوله: (ثم اشتوى إلى السماء وهي ذخان فقال لها وللأزض اثتيا طوعا )؛ فيكون الاستواء إليها قولا وأمرا: ائتيا طوعا أوكرهأ.
كذلك قوله: (ثم اشتوى إلى السماء فسواهن سبع سموات).
قال المفسرون:1 أي خلقهن سبع سماوات بلافطور ولاصدوع ولاعمد تحتها ولاعلاقة فوقها. قال: جعل بعضها فوق بعض، وجعل الآرض بعضها تحت بعض، والتسوية جعل الشيء مستويا، يقال: سواه فاستوى؛ فالمعنى جعلهن مستويات الآجزاء؛ ويجوز أن يكون المعنى بناهن وصنعهن؛ والسماء واحد في اللفظ وهو في معنى الجمع؛ فلذلك قال: فواهن، وجمع السماء سماوات.
وقال بعضهما: السماء جمع، والسماوات جمع الجمع، والسماوة واحدتهاء قاله الأخفش: وقال الزجاج: واحدتها سماءة.
روى أبوذر عن النبي2 -صلى الله عليه وآله - أنه قال: "ما بين السماء الدنيا مسيرة خمس مائة عام، وغلظكل سماء خمس مائةعام، وما بين سماء إلى سماء مسيرة خمس مائة عام، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل -31105 جميع ذلك" (491) 2. في الهامش عنوان: اللغة.
1. في الهامش عنوان: التفسير.
3. في الهامش عنوان: الخبر ليتهنل
مخ ۳۱۰