299

============================================================

تفير سورة البفرة/233 عهد إليهم، كما يقال: عجبت من عطائك زيدا، أي إعطائك.

وقوله: (من يعد ميثاقه) أي من بعد ميتاق الله ذلك العهد بما أكد من إيجابه عليهم.

ويحتمل أن يكون المعنى من بعد ميثاق العهد. قال ابن كيسان:1 عهد الله إلى خلقه من وجهين: أحدهما ما أراهم من دلائل أفعاله وانار صنعه؛ والثاني: كتبه ورسله؛ وقد دلهم على معرفتها بالآيات الباهرة.

وقوله: (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) فيه قولان:2 أحدهما: أنهم أمروا بأن يصلوا الإيمان ببعض الأنبياء بالإيمان بجميعفهم: وهذا قول عطاء عن ابن عباس والسدي ومقاتل.

والقول الثاني أن الذي أمروا بوصلها في الآية ونهوا عن قطعها هي الأرحام؛ وهذا قول قتادة والكلبي ورواية أسباط عن السدي عن أبي مالك وأبي صالح ومرة عن اين مسعود. وقيل: على هذا القول قطعوا ما بينهم وبين النبي -صلى الله عليه وسلم - من القرابة، وهو كقوله: إلا المودة في القربى). قال ابن عباس: لم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبي - صلىالله عليه وسلم - فيهم قرابة، وعلى هذا المعنيون بهذا الوصف مشركو قريش ويجوز ان تدخل اليهود تحت هذا الوصف؛ لآنهم من ولد إسحاق. روي عن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: "من سره أن يبسط عليه رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه"(485). قال صاحب النظم:4 "ما أمر الله يه" الهاء في قوله: "به" كناية عن "ما" التي في قوله: "ما أمر اله"، و"ما" كتاية عن الرحم؛ وكأنه قيل: ما أمر الله يصلته. فأخرجه مجملا ثم ترجمه بقوله: "أن يوصل".

وقوله: (ويفسدون في الأزض)" أي بالنفاق وتعويق الناس عن الإيمان وفعل المعاصى. وقيل -1100- بقطعهم الطريق وإخافتهم السبيل؛ وقيل: هو الحكم فيما بين الناس بغير الحق، وتمام الصلاح في الأرض بطاعة الله: لأن فيها الوقوف عند الشرائع ، وفيها زوال التظالم، وفي زواله العدل الذي به قامت السماوات والأرض.

3. في الهامش عنوان: التفسير.

1. في الهامش عنوان: المعاني.

3، في الهامش عنوان: الخبر. 4. في الهامش عنوان: النحو.

5. في الهامش عنوان: التفسير والمعاني.

ليتهنل

مخ ۲۹۹