============================================================
1224مفاتيح الأسرار ومصابيح الآيرار المعاد، وكلا الطريقين يطلعان المستبصر على المعاد، وذلك قوله: "بله ما أطلعتكم عليه" ، ومن اطلع على المنال اطلع على الممثول به، ومن أبصر الظلال فقد أبصر الأشخاص.
قوله جل وعز: و إن الله لا يشتحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فؤقها فأما الذين آمنوا فيغلهون أنه الحق من ريهم وأما الذينكفروا فيقولون ماذا أرادالله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويفدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين(3) النزول [و] النظم روى السدي عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس، وروى مرة عن ابن مسعود وجماعة من الصحابة أن هذه الآية نزلت في المنافقين، وذلك أنه لما أنزل الله تعالى المثلين في كشف أحوالهم، وهما قوله تعالى: (مثلهم كمثل الذي اشتوقد نارأ) الآيتان.
قالوا: الله أعلى وأجل من أن يضرب الأمثال؛ فما هذاكلام الله؛ فعلى هذه الرواية النظم بين ما سبق من الآيتين والمثلين وبين هذه الآية ظاهر؛ وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وهو قول مقاتل أيضا: أن الله تعالى لما ذكر في الكتاب العنكبوت والذباب ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله. فأنزل الله هذه الآية، وقال عطاء عن ابن عباس: قال المشركون واليهود ما يصنع الله بضرب الأمثال وما للكتاب والعنكبوت والذباب؟ وماذا أراد الله بذلك مثلا؟ وعلى هذه الروايات الكلام مستأنف، وقد تمت الدعوة إلى التوحيد ونفي الأنداد والتعجيز عن معارضة الكتاب ليدل على النبوة وصدق ما أخبر به عن أحوال المنكرين والمقرين في العاقبة، ويمكن أن يقال: إن من جملة ما أوجب لهم الريب في الكتاب1 -196- ضرب الأمثال فيه، امتحانا لهم وبيانا، وهم ذكروه على وجه العيب: فارتابت قلوبهم: فأزال الشبهة عن القلوب؛ فأنزل هذه الآية:2 وقال الربيع بن أنس: هذا متل ضربه الله تعالى للدنبا وأهلها وذلك أن البعوضة تحيا ما جاعت وإذا شبعت ماتت، كذلك مثل أهل الدنيا: ومعنى ضرب المثل تشبيه الشيء بمثله، والإنجيل كله أمنال، وفي 1. في الهامش عنوان: النظم.2. في الهامش عنوان: المعاني.
ليتهنل
مخ ۲۹۰