============================================================
1222مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار الأسرار قال الصالحون من عباد الله: إن الأنبياء -عليهم اللام - بعثوا لتقرير التوحيد ونفي الأنداد لا وبيان التكليف بالايمان والأعمال الصالحة وبيان الجزاء في دار المعاد، وهي كلها مذكورة في هذه الآيات؛ والعوالم ثلاثة: عالم الخلق وعالم الأمر وعالم الجزاء والثواب، والتنزيل مبدأ والتأويل معاد، والتكليف مستأنف والتقدير مفروغ، وصاحب التنزيل لتقرير أحكام التكليف والمستأنف، وصاحب التأويل لتقرير أحكام التقدير والمفروغ؛ وكما يتبين المفزوغ في المستأنف ويتكامل المستأنف بالمفروغ كذلك يتبين التأويل في التنزيل و يتكامل التنزيل بالتأويل؛ وكما أن المفروغ حكم يصدر من التقدير ويظهر بالتكليف ثم يرجع إلى المفروغ: فله طرفان كالدائرة يلتقى طرفاها من المستقيم كذلك المستأنف حكم صدر من التكليف ويظهر بالتقدير ثم يرجع إلى المستأنف؛ فله طرفان كالمستقيم يتسع طرفاه من الدائرة. فالمبدا إذأ يظهر بالمعاد وكماله في المعاد، والخلق كذلك يظهر بالأمر: وكماله في الأمر، والأنبياء - عليهم اللام- إلى تقرير الكمالات وأحوال المعاد أميل، وكل نبي كان إلى المعاد أقرب كان إلى تقرير أحوال المعاد أميل، وكلماته فيها أتم وأكمل؛ والنبي المصطفى -صلوات الله عليه وآله -كان مبعوثا بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة؛ وقال: "بعثت آنا والساعة كهاتين"(480) وقرن بين السبابة والوسطى؛ فلذلك أنزل عليه الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبين فيه أحوال الخلق والرزق مبدأ في دعوة التكليف: (يا أيها الناس اغبدوا ربكم الذي خلقكم" ثم بين فيه أحوال الأمركمالا في دعوة التعريف ثم بين أحوال الفريقين من الكافرين والمؤمنين؛ وقدم ذكر أحوال أهل النار وأخر ذكر أحوال أهل الجنة؛ فإن شئت أن تجعل بيان الخلق مبدأ وبيان الأمر وسطأ وبيان المعاد كمالا -95آ، وإن شئت اقتصرت على الطرفين المبدأ والكمال؛ فتكون العوالم ثلاثة على الرأي الأول، وهما اثنان على الرأي الثاني.
وسر آخر: في أحوال المعاد أن الله تعالى ذكر معاد الكافرين النار التي وقودها الناس والحجارة؛ فاتخذ فيها الوقود بالموقود، واقترن الناس بالحجارة؛ فالحجارة إذأ قرائن الناس الكافرين: إذكانت فلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة؛ والناس اتحدوا بالنار إذ صاروا وقودها: فصار الوقود والموقود والحجارة متحدة بالنار.
ليتهنل
مخ ۲۸۸