============================================================
تفير سورة اليفرة /215 لهم أي كبيرة هي كفر وأي كبيرة ليست بكفر، و[أي كبيرة] تخلد في النار وأي كبيرة لاتخلد.
و نرجع إلى آسرار الآية في قوله: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا).
الآسرار قال الصادقون عن الله -عزوجل - : إن الله تعالى جعل الأنبياء والأوصياء - عليهم اللام - حجة على عباده والوسائل إليه وأبواب رحمته. قال -عزمن قائل -: (لئلا يكون للناس على اله حية بغد الؤسل) ولم يبعث نبيا إلا ومعه حجة؛ فالنبي حجة الله ولسانه حجة الله: وإنما حجتهم الكبرى التوحيد ونفي الأنداد، وهي أول كلمة يتكلمون بها: (أن اغبدوا الله لكم من إله غيره): وكانت حجة نبينا المصطفى-صلوات الله عليه وآله - كذلك إلا أنها في كلمة ستاها جوامع الكلم يعني لا إله إلا الله، وقال: "أوتيت جوامع الكلم"(473)، وإنما تقرير التوحيد ونفي الأنداد في الكتاب المجيد على شرح وبيان أوفر وأوفى كما قرر في هذه الآيات السابقة من إثبات كونه تعالى خالقا رازقا متوحدا بالخلق والرزق، وذلك كافي في اعجاز النبي -صلى الله عليه وآله - وبينته؛ إذ لا منازع له في تقرير التوحيد ونفي الآنداد، وذلك بعينه حجة الله على خلقه ودليل صدق قوله في دعوي نبوته: إذ لو توقف صدق نبوته على أن يأتي بمعجزة فعلية أو قولية مثل سورة من القرآن لما لزمت حجة الله على خلقه؛ ومن المعلوم أن التحدي بالنبوة قد سبق أيات التحدي؛ فيجب أن تكون الحجة لازمة قبل ذلك، وإنما تتقرر حجته مع نطقه الأول، ولن يتقرر ذلك إلا بكلمة الشهادة؛ فهي السابقة على كل كلمة، وهي المقارنة لدعواه، وهى المعجزة السليمة عن المعارضة. فليس في العالم أحد يدعي تلك الدعوى بتقرير التوحيد ونفي الأنداد، وليس في العالم أحد يدعي أنه مبعوث يزجر الناس عن الاستبداد بالعقل والنظر ويأمر الناس باتباع الذي أنزل عليه من التوحيد دون اتباع الأولياء من دونه، وليس في الناس أحد يدعي أن معرفة الله تعالى واجبة كما أمر لاكما عقله كل عاقل، وأنه يحتاج إلى متوسط لأمر الله تعالى وهو النبي، وليس في العالم أحد ينازعه في الدعوى التي بيتاها: إذ المنازع من ينكر دعوى المدعي ويدعي لنفسه ذلك. لعمري فد يوجد له منكر ومعاند وهو محجوج بنفس الآنكار؛ ولا تظنت أن مسبلمة الكذاب ليتهنل
مخ ۲۸۱