============================================================
نفير سورة البفرة/293 الحجة من كل وجه؛ فادفعوا النار عن أنفسكم بالأيمان، وامتنعوا بالإيمان منها ونحوه. قال ابن عباس: وقوله (وكن تفعلوا" معترض بين الشرط والجزاء.
قال القفال: قوله (فإن لم تفعلوا) بحتمل وجهين: أحدهما فإذ لم تفعلوا فيما مضى، كأنهم تحدوا ذلك وتفكروا ونظروا ، فلم يمكنهم المعارضة، كما أخبر سبحانه عنهم أو عن بعضهم: "إنه فكر وقدر إلى قوله: (إن هذا إلا سخر يؤثر)، فقيل لهم: إذ عجزتم عن معارضته [و] لن تقدروا على ذلك -90 ب - أبدأ فاتقوا النار: إذلزمتكم الحجة؛ فلا تصروا على الباطل واعلموا أنه ليس وراء هذا إلا العقاب، فاحذروه.
والوجه الثاني أن يكون قوله: (فإن لم تفعلوا" خبرا عن المستقبل، أي امتحنوا أنفسكما فإن عجزتم عنه فاعلموا أنه تنزيل من الله. ويكون قوله: (ولن تفعلوا) إخبارا عن الله تعالى بأنهم إذا استأنفوا النظر لم يمكنهم المعارضة. فيكون ذلك غيبا أخبره النبي -صلى الله عليه وآله - من قبل الله تعالى، وذلك آية أخرى له، إذ كان كما أخبر؛ وهذا ضعيف؛ لأن النبي يعرف الآية المعجزة بأنها سليمة عن المعارضة يقينا، وما في الآية بأنهم لن يفعلوا ذلك أي ن يقدروا عليه؛ إذ ليس في قدرة البشر أن يأتي بمثله سواء حمل الكلام على الماضي أو على المستقبل: فمثل هذا النظم والبلاغة ليس مقدورا لبشر قال ابن عباس: أي لا يقدر على ذلك أحد غيري.
وقوله تعالى: (فاتقوا النار التي وقودها أي حطبها، والوقود1 بالضم المصدر، وبالفتح الاسم، وهو ما يوقد به التاركالطهور والسحور.
وقال ابن عباس:2 (الججارة) الكبريت وهو أشد حرارة. قال ابن مسعود: هو حجارة من كبريت خلقه الله كيف شاء، لوقود جهنم.
وقال بعض أهل المعاني:2 ذكر الحجارة هاهنا تعظيم لأمر النار [لأن النار] لا تأكل الحجارة إلا إذاكانت فظيعة هائلة: وقال بعضهم: الحجارة هاهنا الأصنام المنحوتة من الحجارة، كما قال: (إنكم وما تعبدون من ذون الله حصب جهتم)؛ وقيل:إن أهل النار إذا 1. في الهامش عنوان: اللغة. 2. في الهامش عنوان: التفسير.
3. في الهامش عنوان: المعاني.
ليتهنل
مخ ۲۷۹