264

============================================================

1198مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار الوعيد في الآجل، والدعاء إلى الجهاد في العاجل؛ وأصحاب المطر إذا اشتد عليهم وقع الصاعقة سدوا اذانهم خوف الهلاك، كذلك المنافقون واليهود والكفرة يسدون اذانهم لئلا يسمعوا حجج القران، فتميل إليها قلوبهم، فيؤدي ذلك الإيمان بمحمد -صلى الله عليه وآله -وذلك عندهم كفر، والكفر موت. أو لئلا يسمعوا ما ينزل من القرآن مما فيه افتضاحهم.

قال ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة في قوله "يكاد البرق يخطف أبصارهم): يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين، (كلما أضاء لهم مشؤا فيه) أي كلماأصاب المنافقون من الإسلام عزأاطمأنوا، وإن أصاب الإسلام نكبة قامواليرجعوا إلى الكفر؛ وذلك قوله: (وإذا أظلم عليهم قاموا) وهو مثل قوله: (ومن الناس من يغبد الله على حرف).

وقال ابن عباس أيضا: هم اليهود لما نصر رسول الله ببدر قالوا: هذا والله النبي الذي بشرنا به موسى، لا ترد له راية؛ فلما نكب بأحد ارتدوا وشكوا، وقال أيضا: إذاقري عليهم شيء من القرآن صدقوا وإذا قرى عليهم شيءمما يكرهون وقفوا: وقال أيضا: هو المنافق إذا كثرت ماشيته وماله وأصابته عافية مال إلى الإسلام وإلى أهله، وإذا ذهبت أموالهم وهلكت مواشيهم واصابهم البلاء قاموا متحيرين. هذه رواية معتر عنه؛ وروي عنه أيضا قال: هذا مثل ضربه الله للمنافق لجبنه لايسمع صوتا إلا ظن أنه قد أتي، ولا يسمع صياحا إلا ظن أنه هلاك.

و قيل: (كلما أضاء لهم مشوا فيه ) يعني المنافقين إذا أظهرواكلمة الإيمان أمنوا وصارت لهم نورا، وإذا ماتوا عادوا إلى الظلمة.

وقيل: (يجعلون أصابعهم في آذانهم) خوفا من الوعيد ومن أن ينزل فيهم شيء كرهونه، والله قد أحاطت قدرته بهم. يكاد ضوء الحق يغلب عليهم؛ فيتكلمون بالحق كلما أصابوا من الاسلام وأهله عزا وخيرا اطمأنوا، وإذاكان بخلافه وقفوا.

وروي عن السدي أن رجلين نافقا وهربا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المشركين فأصابهما المطر الذي ذكر الله في هذه الآية في الطريق؛ فأصبحا فأتيا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وحسن إسلامهما -184- فضرب الله امرهما مثلا لمنافقى المدينة.

نم أخبر سبحانه أنهم غير معاجزين له، فقال: ( ولو شاء الله لذهب بسنعهم ليتهنل

مخ ۲۶۴