============================================================
150 مفاتيح الأرار ومصابيح الآبرار وقال بعضهم: النعم التي أنعم الله تعالى على عبده فسترها الكافر هى ما أظهره الله من الآيات الدالة على وحدانيته؛ وقال بعضهم: تلك النعم أنبياء الله ورسله وكتبه سترها الكافر بجحوده وإنكاره؛ وقيل: الكفر على أقسام: كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر نفاق. فمن كفر بالقلب واللسان فهو المتكر؛ ومن عرف بالقلب وجحد باللسان فهو الجاحد؛ قال الله تعالى: (وجحدوا بها واستيقتتها أنفسهم ): ومن أقر باللسان وجحد بالقلب فهو المنافق.
قال ابن عباس والسدي: كفروا يعني أنكروا وحدانية الله تعالى: وقال في رواية عطاء: كفروا، أي جحدوا ربوبيتي وكفروا نعمتي، وهو قول الضحاك.
وقوله تعالى: (سواء عليهم)1 سواء اسم مشتق من التساوى وهو الاعتدال. يقال: فلان وفلان سواء، وقوم سواء، لأنه مصدر لايثنى ولايجمع. قال الله تعالى: (ليشواسواء) اي مستوين؛ وإذا قلت: سواء علي، احتجت ان تترجم منه بشيئين. تقول: سواء علة حرمتني أو أعطيتني.
و"سواء" في هذه الآية مرفوع بالابتداء.2 "أنذرتهم" يقوم مقام الخبر، كأنه [قال: سواء] عليهم الإنذار وتركه، والجملة في موضع رفع بأنها خبر -61 ب-إن. ثم قال: "لايؤمنون" على معنى هم لايؤمنون؛ ويجوز أن يكون خبر إن قوله: "لايؤمنون"، كأنه قال: إن الذين كفروا لايؤمنون سواء عليهم ا آنذرتهم او لم تنذرهم؛ فيكون قوله: "سواء عليهم" جملة م عترضة بين الاسم والخبر؛ وجاز ذلك؛ لأنه تأكيد لامتناعهم من الإيمان، ولوكانكلاما اجنبيا لم يجز اعتراضه بينهما؛ وإنما قيل: سواء عليهم الإنذار وتركه، لقلة فهمهم ولاعراضهم عن نذير ما ينذرون به او لسبق شقاوتهم في الذكر الأول، كما قال ابن عباس: وقوله: (سواء عليكم أ دعوتموهم أم أنتم صامتون) فإن المعنى سواء عليكم الدعوة والصمت: لأنكم لاتنتفعون بإنذارهم ودعوتهم؛ فإنهم لايجييونكم إلى ما تدعونهم إليه؛ ولو قيل هاهنا: سواء عليهم أو قيل هناك: سواء عليكم، جاز؛ لأن المعنى واحد.
وفي قوله:3أ (أتذرتهم) وإخوانها، مثل: (أ أمنتم" ول(أ أقررتم* و"أ أنت قلت) 1. س: في الهامش عنوان: اللغة.
2 . في الهامش عنوان: النحو.
3. في الهامش عنوان: القراءة.
ليتهنل
مخ ۲۱۶