============================================================
1148 مفاتيح الاسرار ومصابيح الأبرار البصيرة من حكم المفروغ، والتقليد من حكم المستأنف. والثاني: أن الإيمان بالغيب من باب التسليم وهو حكم المفروغ، أعني الكمال: وطلب الهداية من باب التحكيم، وهو حكم المستأنف، أعنى المبدا: ولابد من رؤية الحكمين في الطرفين حتى يحصل اليقين بالوجهين.
وسر آخر: أن الذين قالوا: إن الإيمان أصله الطمأنينة والسكون والأمن فقد قصروا؛ لأن الخليل إيراهيم - عليه السلام -كان طالبا للطمأنينة بعد الإيمان قال: (أ ولم تؤمن قال بلى لكين ليطيين قلبي)؛ ومن قال: إنه من الأمن، أي أمن نفسه بالتصديق من التعذيب، فما ققر إلا أن الفرق بين أمنته -55 آ- وآمنت له، وأمنت به، يجب أن يكون معلوما ظاهرا، وما قالوه في هذا الباب ليس بمقنع؛ ومن قال: إن الإيمان لفظ شرعي كان أصله من الأمن ثم صرف إلى التصديق بالله ورسوله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، كما فسره رسول الله -صلوات الله عليه - لجبريل - عليه السلام - فى الخبر الذي يسعى دعوة جبريل، وهو كالصلاة والصوم والزكاة؛ فهو أشبه الأقاويل لكنا إذا فسرنا المتقين بالقائلين لا إله إلا الله، فما بعده من الإيمان بالغيب يجب أن يكون محمد رسول الله وما بعده الصلاة والزكاة، ومحمد رسول الله شهادة في غيب، وغيب فى شهادة؛ فمن حيث إنه محمد هو شهادة، ومن حيت إنه رسول الله فهو غيب. فالمؤمنون بالغيب هم المصدقون يرسالته، المسلمون لنبوته، والقائلون بشريعته، هم الذين يقيمون الصلاة وينفقون الزكاة.
قوله -جلوعز-: (ويقيثون الصلاة) يقال:1قام الشيء إذا دام، وأقامه إذا أدامه؛ والعرب قول في الشيء الراتب: قائم، وفي فاعله: مقيم؛ ويقال لمن يتولى أمرأ: هو القيم والقائم، ومعناه القيام به والاهتمام له؛ وإذا جاز تسمية تولى ذلك الأمر إقامة له وإن لم يتضمن ذلك ياما حقيقيا، صح أن يقال: قدقامت الصلاة، والمراد قيام المصلي بها؛ ويقال: قامت السوق وأقمته، إذا لم تعطله؛ وقيل: الإقامة الإتمام، ولهذا فسروا: (أتفوا الحج والعثرة لله) أي اقيموا: وقيل: الاقامة الالتزام. ولهذا فسر قوله: (أقيموا الدين) أي التزموه واثتوا به على ما فرض الله عليكم.
1. في الهامش عنوان: اللغة.
ليتهنل
مخ ۲۰۴