171

============================================================

تفسير سورة الفاتحة/105 وأما السر في (اهدنا الصراط المشتقيم) كيف قرن الصراط بداهدنا"، مع أن الهداية تعطي معنى الصراط، وكان من الواجب أن يكتفى بذكرها، وكذلك الصراط يعطي معنى الاستفامة وقد وصفه بها، وعرف الصراط المستقيم بقوم مخصوصين، وهم الذين انعم عليهم من النبيين وأكد ذلك بنفي طريق الأضداد الضالين العضلين أن الهداية يجري فيها التضاد والترتب.

أما التضاد فمثل ما ورد في قوله تعالى: (يفديهم إلى عذاب السعير). فقد أثبت هداية الى العذاب كما أثبت هداية إلى الثواب؛ وذلك هو التضاد؛ وأما الترتب فمثل ما ورد في قوله عالى: (أ فمن يفدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدي إلا آن يفدى). فقدآثبت هاديا ومهتديا؛ وذلك هو الترتب. قوله: (اهدنا الصراط المشتقيم ) لنفي ذلك الضد، وقوله: (صراط الذين أنعفت عليهم ) لإتبات هذا الترتب.

وسر آخر: (اهدنا" طلب الهداية، وهو على الاطلاق: وقوله: (الصراط التشتقيم) تخصيص لذلك المطلق: وقوله: (صراط الذين أنعفت عليهم) تعيين لذلك الخاص: وقوله: (غير التفضوب عليهم ولا الضالين) تلخيص لذلك المعين حتى لايبقى في السؤال شوباالاجمال.

وسر آخر: أن طالب الهداية لابد له من هاي يسعفه إلى طلبته؛ والهادي في الحقيقة هو اله -عز وجل- لكنه أضاف هدايته إلى قوم مخصوصين قد عرف الصراط بهم؛ فقال: (صراط الذين -41 ب- أنعثت عليهم ) لتعرف أن في العالم قومأ قد أنعم الله عليهم بالهداية وقوما قد وفقهم الله لطلب الهداية؛ فيكون أحدهما عالما والثاني متعلما؛ وأحدهما هاديا والتاتي مهتديا، وهما مزدوجان؛ فصارا المثنى السادس من المثاني السبعة.

وسر آخر: أن طالب الهداية مبتدي وله حكم المبتدا والمستآنف؛ والهادي للطالب منته وله حكم الكامل والمفروغ؛ فيتبين في ذكر الفريقين حكم الكونين، ويتحقق كون الحكمين؛ ل وأن العالم ليس يخلو عن الذين أنعم الله عليهم بالهداية، وهم المفروغون البالغون الكاملون، كما ليس يخلو عن الذين وفقهم الله لطلب الهداية وهم المبتدؤون المتوجهون الى الكمال.

1. س:شوف.

ليتهنل

مخ ۱۷۱