مفاتيح اسرار

الشهرستاني d. 548 AH
150

============================================================

184مفاتيح الآرار ومصابيح الأيرار ابراهيم -عليه السلام-: (وارزق أهله من التمرات من آمن منهم بالله واليؤم الآخر قال1 ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطوه إلى عذاب النار).

وقد حكينا عن جماعة من المفسرين أن الرحيم يختص بالمؤمنين؛ وهو قول -3133 وكيع بن الجراح، ومروي عن تعلب وروي عن عكرمة أنه قال: الرحمن برحمة واحدة والرحيم بمائة رحمة، وإنما أخذ هذا من قوله -صلى الله عليه وآله -: "إن لله2 تعالى مائة رحمة، وإنه أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسمها بين خلقه، فيها يتعاطفون ويتراحمون، وأخر (374) تسعا وتسعين لنفسه يرحم بهاعباده يوم القيامة"1 ومن العلماء من قال: إنما جمع بين الكلمتين: "الرحمن الرحيم" من حيث إن الرحمن اسم يشترك فيه ألسنة أهل الكتابين، وكانوا يقولون رحمانا؛ وكان مشركو مكة ينكرون هذا3 الاسم كما أخبر عنهم، فقال تعالى: (وإذا قيل لهم اشجدوا للوخمن قالوا وما الاخسن) وقال: (وهم يكفرون بالرخمن) وكانوا يعرفون الرحيم: فجمع بينهما؛ وقال قوم: الرحمن عبراني، ولهذا أنكرته العرب: فجمع بين الاسمين لذلك؛ وهذا لايصح؛ فإن القرآن إنما أنزل بلغة العرب، وليس فيه غير لغتهم؛ وقد وجد الرحمن في كلام العرب كاللهفان والغضبان والندمان؛ وقال الشنفرى؟: (375 الاضربت تلك الفتاة هجينها ألاقطعالرحمنربييمينها(5 وكانت العرب تقول: لارحمن إلا رحمن اليمامة، يعنون مسيلمة الكذاب. فقال تعالى: (وهم يكفرون بالرخمن)، ثم الرحمة على معنيين: أحدهما إرادة النعمة: والثاني هي النععة نفسها. فإذا قيل: لم يزل رحيما ورحمانا، فمعناه مزيد الانعام: وإذا قيل: رحم الله فلانا فمعناه أنعم الله عليه؛ وقد قال الله تعالى: (أ هم يقسثون رحمة ربك) أي نعمة ربك: والرحمن هو الذي يتولى عباده بالكفاية والرزق والحفظ. فبرحمته قوامهم وبها بقاؤهم: والرحيم هو الذي يتولى عباده المخلصين بالرعاية واللطف والكرامة، فبرحمته قوامهم وبها بقاؤهم: وقد يقال: يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.

3. س: لهذا.

2. س: الله.

1. س: * تعالي.

4، س: سنفراي.

ليتهنل

مخ ۱۵۰