============================================================
مفاتيح الفرقان في علم القرآن 631 الفصل الثاني عشر في شرائط تفسير القرآن قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين1 للناس ما نزل إليهم دل الخطاب بنصه وصريح لفظه [على] أنه يحتاج إلى مبين؛ إذ لم يقل "ليتبين للناس"؛ فليس كل من عرف الغة ساغ له تفسير القرآن؛ فان العرب كانوا يعرفون لغتهم، فلم يكتف بمعرفتهم لسان العرب، حتى قال: لتبين2 للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون3).
ولعمري وجب للمفسر معرفة صدر صالح من اللغة والنحو والوقوف على مسناهج استعاراتهم ومجاري عباراتهم خصوصا إذاكان أعجميا. ثم يجب له تتبع أقوال المفسرين من الصحابة والتابعين، وأخذها من الرواة المعتبرين، ثم ينبغي6 له سماع الأخبار، وتعقب أحوال المحدنين، خصوصا ما يتعلق منها بتفسير القرآن؛ فلا يأخذها إلا من السنن والصحاح المتفق عليها عند أصحاب الحديث، حتى يبني كل ما يفسره من الكلمات والآيات على رواية صحيحة، وخبر واتر صحيح، دون أن يتصرف فيه بالرأي المحض: وقد قال النبي -صلى الله عليه وآله -: "من فسر القرآن برأيه فإن أصاب فقد أخطأ وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار" (304) ومن المفسرين من قال: إن كلمات القرآن على أقسام، منها ما لايمكن تفسيره إلا بنص خبر -25آ وسماع آثر، مثل بيان المبهمات وتفصيل المجملات، كقوله تعالى: (وأقيقوا وا الصطلوة وآتوا الزكوة" فليس يعرف من حيث اللغة إلا الدعاء من لفظ الصلاة، والتطهير والتنمية" من لفظ الزكوة، وذلك قبل الاتفاق1 على أنها صرفت عن وضعها الأصلي إلى الوضع الشرعي؛ فحقل اللفظ على الأركان المخصوصة لايكون إلا بعد بيان المجمل من شارع الأحكام، وذلك لا يتحقق إلا بعد السماع؛ ومن ذلك القبيل الأقسام المذكورة في أوائل السور، مثل : والصافات، والذاريات، والعاديات، إلى أمتالها، لايجوز حملها على مجرد ما 3.س: بتقهون.
1. س: ليتببن.
3.: لبتبين.
6. س: الانفاق.
5. س: الكيمية.
س ليتهنل
مخ 129