مفاتيح اسرار

الشهرستاني d. 548 AH
122

============================================================

56 مفاتيح الاسرار ومصابيح الآبرار وشرها، وإيمانها وكفرها، وطاعتها وعصيانها؛ ودلت عليه آيات التكلبف والتعريف والآنذار و التحذير، وحملت عليه آيات الامتحان والافتتان والترجيه والاطماع، مثل قوله تعالى: (قم فأنذز)، "وأنذزهم)، (ولتنذر قومأ)، (لتنذرا به وذكرى للمؤمنين)، (فقولا له قولا لييا لعله يتذكر أو يخشى" (فذكز إن نفعت الذكرى)، (سيذكر من يخشى) إلى أمثال ذلك.

ومن لم يعرف الحكمين تعذر عليه الجمع بين ايات التابتين على الانذار وبين ايات الأمر بالإنذار، وذلك هو سر الأسرار.

وأما التضاد والترتب في آيات القرآن فهو مبني على فطرة الخلائق من الأخيار والأشرار، والأولياء والأعداء، والمؤمنين والكفار، والأبرار والفجار. فما من قصة إلا وفيها ذكر الفريقين وحكم الخصمين. وقد قال الصادق -عليه السلام - : "القرآن نصفه فينا ونصفه في عدونا، والذي في عدونا فهو فينا" (301) ومادام التخاصم بين الحق والباطل، والمحق والمبطل موجودا، وكان أحكم الحاكمين حاكما بينهما، وكان الرسل والأنبياء -عليهم اللام- متوسطين في هذا الحكم، كان ذكر التضاد جاريا على لسان النبوة، مكتوبا في صحف الرسالة حتى يفصل بينهم يوم الفصل في ماكانوا فيه يختلفون.

وكما تجد التضاد في الموجودات بين المتعاندين1 على وجهين مختلفين، كما بين موجود ومعدوم، اوكما بين موجود وموجود، كذلك تجد التضاد فى الآمريات بين المتعاندين على وجهين مختلفين، كما بين إيمان وكفر، أو كما بين إيمان وإيمان، وإسلام وإسلام، ودين ودين؛ حتى لو تفحصت كلمات القرآن وجدت هذا التضاد في كل كلمة إلآ ما شاء الله؛ وما من آية في حق المؤمنين إلا وتعقبها3 آية في حق الكافرين، وما من خصلة من خصال الخير إلا وتذكر4 عقيبها خصلة من خصال الشر؛ وكذلك الترتب والتفاضل بين شخص وشخص، وفعل وفعل. ثم كيف يشترك الفريقان في قضية، وكيف يفترقان في قضية، وحكم الشريعة مبنئ على موضع الاشتراك -22 ب -، وحكم القيامة مبنئ على موضع الافتراق. فإنما يتبين لك من ميزان الحق والباطل: فإنهما يشتركان في قضية الوجود 3. س: يعقبها.

1. س: ليندز.

2. س: المتعابدين.

4، س: يذكر.

ليتهنل

مخ ۱۲۲