============================================================
38مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار الفصل الخامس في ما يستحب لقارئ القران ويكره له في الاستعاذة مما يستحب للفاري أن يتمسك بالقراءات المشهورة المانورة عن الصحابة والتابعين والقراء المعروفين، ولايجاوزها البتة إلى شيء من اختراعاته أو الشواذ من قراءات المتكلفين، وإن احتملت المعاني وصحتت في وجوه الإعراب.
.: ويستحب له أن يتخيرا منها أفصحها لفظا، وأجمعها معنى، وأحسنها نظما واتساقا، وأجودها لغة وإعرابا، دون المستبشع الوحشي الذي لايعرفه بعض فحول القراء فضلا عن (177)- العوام، كعنعنة تميم، وكسكسة ربيعة (177) وغيرها من غريب الروايات؛ فلايبدل الهمزة عينا في قوله تعالى: (فعسى الله أن يأتي بالفتح) فيقرا "عن يأتي" وهذه عنعنة تميم، ولا يجعل كاف المؤنث سينا في قوله تعالى: (قد جعل رئك تختك سريا) فيقرأ: "قد جعل ر بس تحتس سريا" وهذه كسكسة ربيعة؛ وكذلك لايقرا بالشواذ من القراءات التي لاتصح طرقهاء ولا تؤثر روايتها إلا أن يريد الوقوف عليها علما، دون الأخذ بها قراءة، بل ينبغي أن يلزم الواضح الشهير من القراءات والمأمون المعتمد من الروايات، والنمط الأوسط في الترتيل -15 ب *، والحد الأقرب من الخفض والجهر، لايهذه(178) هذ الشعر، ولاينثره نثر ست(179) الدقل(179). ولايجهر جهرا مجهدا يقشعر منه جلد المستمع، وينفر قلبه عنه، ولايخفض خفضا يخفى قراءته على من يقرب منه، ولكن يحافظ على خير الآمور، وهي أوساطها، متمتلا ما أمر الله به ونهى عنه نبي -صلى الله عليه وآله-: (ولاتجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا).
ويروى عنه -عليه اللام - أنه مر بأبي بكر، وهو يخافت، فقال: "ارفع شيئا"، ومر بغمر وهو يجهر فقال: "أخفض شيئا".7 وبروى عن سعيد بن جبير آنه قال: "اقرؤوا القرآن ضياء منه ولا تنطعوا"11 وبستحب له إذا حقق) القرآن أن لايجهد نفسه في التحقيق حتى يجاوزه إلى الإفراط 2. س: فف.
1. س: بخير.
ليتهنل
مخ ۱۰۴