وحدها، وأعَلم من حدَّثه أن خبرها وَحْدها سنة، وأن سنة رسول الله ﷺ أحقُّ، وذلك الذي يجب عليه.
قال الشافعي: وصَنَع ذلك الذين بعد التابعين المتقدمين، مثلُ ابن شهاب، ويحيى بن سعيد، وعمرو بن دينار، وغيرهم، والذين لقيناهم كلُّهم يثبت خبر واحد، عن واحد، عن النبي ﷺ، ويجعله سنة، حُمِد من تبعها، وعاب من خالفها.
قال الشافعي ﵁: فمن فارقَ هذا المذهب، كان عندنا مُفارقًا سبيل أصحابِ رسول الله ﷺ، وأهلِ العلم بعدهم إلى اليوم، وكان من أهل الجهالة.
٣٠٩ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرني محمد بن شعيب (١) قال: سمعت الأوزاعي يحدث عن مخلد بن حسين: أنه حدثه عن أيوب السختياني: أنه قال: إذا حدثتَ الرجلَ بسنَّة فقال: دعنا من هذا، وأنبئنا عن القرآن، فاعلم أنه ضالّ.
قال الأوزاعي: وذلك أن السنة جاءت قاضيةً على الكتاب، ولم يجيء
(١) هكذا في الأصل، وهو: ابن شابور، ويروي عن الأوزاعي، وفي "معرفة علوم الحديث" للحاكم ص ٢٥١: محمد بن مصعب، وهو القرقساني، وهو يروي عن الأوزاعي أيضًا، لكن العباس بن الوليد - وهو ابن مزيد البيروتي - يروي عن ابن شعيب، ولم يذكر المزي رواية بينه وبين محمد بن شعيب، والله أعلم.