النبي ﷺ ما يُعرَف، ويُلين الجِلد، فقد يقول النبي ﷺ الخير، ولا يقول إلا الخير.
قال البخاري: وهذا أصح (١)، يعني: هذا أصح مِن رواية مَن رواه عنه، عن أبي حميد، أو أبي أُسيد، وقد روا ابن لهيعة عن بكير ابن الأشج، عن عبد الملك بن سعيد، عن القاسم بن سهيل: أن أبي بن كعب قال ذلك بمعناه، فصار الحديث المسند معلولًا.
٢٥٤ - وعلى الأحوال كلها: حديث رسول الله ﷺ الثابتُ عنه قريبُ من العقول، موافق للأصول، لا ينكره عقل مَن عَقل عن الله الموضعَ الذي وضعَ به رسولَه ﷺ من دينه، وما افترض على الناس من طاعته، ولا ينفر منه قلب من اعتقد تصديقَه فيما قال، واتباعَه فيما حكم به، وكما هو جميل حسن من حديث الشرع، جميل في الأخلاق، حسن عند أولي الألباب، هذا هو المراد بما عسى يصح من ألفاظ هذه الأخبار، والله أعلم.
٢٥٥ - وفي مثل هذا ما:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد ابن أبي عمرو، قالا: حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا علي بن قادم، أخبرنا سفيان بن سعيد، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس قال: إذا حدثتكم بحديث عن رسول الله ﷺ، فلم
والشهوات، ثم يجيء ويتمنطق فيقبل ما تمليه عليه أهواؤه أو جهالاته، ويردّ ما لا يقبله عقله الفارغ من الإسلام! ! وهكذا يقال في كل مناسبة كهذه المناسبة.
(١) لفظ البخاري: هذا أشبه.