داخلت ته د هستونزي روغتیايي درملنې ته
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
ژانرونه
كان يبدو له دائما قياسا صحيحا بالنسبة لكايوس ... ولكنه بالتأكيد غير صحيح حالما انسحب الأمر عليه. فكون كايوس - الإنسان على وجه التجريد - فانيا، هو قول صحيح تماما. ولكنه ليس كايوس. لا، ولا هو إنسان مجرد. إنما هو كائن متميز تماما عن كل ما عداه. ومختلف عن كل الآخرين قلبا وقالبا ... إنه فانيا الصغير بصحبة ماما وبابا وميتيا وفولوديا ولعبه وسائقه ومربيته، ماذا يدري كايوس عن رائحة الكرة الجلدية المخططة التي كان فانيا مغرما بها دائما؟ ... هل قبل كايوس يد أمه كما قبلتها؟ وهل كان يحفه حرير ردائها كما كان يحفني؟ ... هل كان يغضب ويشغب في المدرسة عندما لا تروقه الفطائر؟ ... هل أحب كايوس مثلما أحببت؟ ... وهل بوسعه أن يرأس جلسة كما رأست؟ إن كايوس فان حقا ... وإن حقا عليه أن يموت. أما أنا: فانيا الصغير ... إيفان إليش، بكل أفكاري وعواطفي، فشيء مختلف تماما. إن من المستبعد أنني ينبغي أن أموت ... إن ذلك يكون شيئا مرعبا غاية الرعب.
هناك عدد من المتلازمات (الزملات) المرضية المرتبطة بهذا الميكانيزم الدفاعي، يصاب الفرد بواحدة منها في حالة غياب هذا الميكانيزم أو ضعفه. فيكون مثلا ذا شخصية نرجسية، أو مدمنا للعمل القهري مستغرقا في البحث عن المجد، أو يكون بارانويا معظما لذاته. وتقع الواقعة في حياة مثل هؤلاء الأفراد وتحل بهم الأزمة عندما تنحطم منظومتهم الاعتقادية ويداهمهم إحساس بالعادية وانعدام الحصانة. وكثيرا ما يلتمسون العلاج عندما يكل ميكانيزم «المنزلة الخاصة» ولا يعود قادرا على صد القلق، مثلما يحدث إبان المرض الشديد أو حال تعثر ما كان يبدو لهم دائما تقدما أبديا. (11) الاعتقاد في وجود منقذ نهائي
الميكانيزم الدفاعي الثاني الذي يحجب عنا وعي الموت هو اعتقادنا في وجود خادم شخصي جبار يحرسنا إلى الأبد ويحمي هناءتنا، والذي قد يتركنا نقترب من حافة الهاوية، ولكنه متأهب دائما لانتشالنا في اللحظة الأخيرة. ويؤدي تضخم هذا الميكانيزم إلى بنية شخصية تتصف بالسلبية والاعتمادية والخنوع والتذلل.
وكثيرا ما يكرس مثل هؤلاء الأفراد حياتهم للعثور على منقذ نهائي واسترضائه. ويعيشون من أجل «الآخر المسيطر» على حد قول سيلفانو أريتي (1977م، ص864)؛ تلك أيديولوجية حياتية تستبق وتمهد الطريق للإصابة بالاكتتاب المرضي. وهم ربما ينعمون بتكيف حياتي عال ما بقوا مستدفئين بحضرة ذلك الآخر المسيطر. لكنهم سرعان ما ينهارون ويغشاهم كرب عظيم بمجرد أن يفقدوه.
ومن الفوارق الكبرى بين المدخل الدينامي الوجودي وبين المداخل الدينامية الأخرى فارق يتعلق بالتوجه الزماني. فالمعالج الوجودي يمارس عمله «بصيغة المضارع ». أعني في الزمن الحاضر. فمن واجبنا أن نفهم الفرد ونساعده أن يفهم نفسه من خلال قطاع عرضي ل «هنا والآن» وليس من خلال قطاع طولي تاريخي. لقد كان فرويد يستعمل كلمة «عميق» كمرادف لكلمة «مبكر»، وعلى ذلك يكون الصراع الأعمق عنده هو الصراع الأقدم في حياة الفرد. ذلك أن ديناميات فرويد نشوئية التوجه مبنية على مراحل النمو، بحيث إن «الجوهري» و«الأساسي» في سياقه يجب أن يفهما من منظور التتابع الزمني. فكلاهما يرادف «الأول» أو «الأسبق زمنيا». بذلك تكون المصادر الأساسية للقلق عند فرويد هي المحن المبكرة: الانفصال والخصاء.
أما كلمة «عميق» في المنظور الوجودي فتعني الهموم الأكثر جوهرية والتي تواجه الفرد في الوقت الحالي. ولا ينبغي من وجهة النظر الوجودية أن يأخذ الماضي (أي فكرة المرء عن ماضيه) من الأهمية إلا بقدر ما يشكل جزءا من الوجود الحالي للفرد، وبقدر ما يسهم في تشكيل طريقته الحالية في مواجهة الهموم النهائية. فالمشهد الآني المباشر هو الذي يعني المعالج الوجودي أكثر مما عداه، وفهمه للشخصية يعني فهمه لأعماق الخبرات المباشرة للفرد.
ليس من هموم العلاج الوجودي أن ينقب عن الماضي ويفهمه. بل هو يتوجه في المقابل إلى «صيرورة المستقبل حاضرا».
7
ولا يعنى بالماضي إلا بقدر ما يلقي من ضوء على الحاضر. ويجب ألا يغيب عن ذهن المعالج النفسي أننا إنما نخلق ماضينا خلقا ونخترعه اختراعا، وأن شكل وجودنا الحالي هو الذي يملي علينا ما نختاره من الماضي ونتملاه ونحييه.
الفصل الخامس
ناپیژندل شوی مخ