داخلت ته د هستونزي روغتیايي درملنې ته
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
ژانرونه
مقدمة
مؤسسة هنداوي منارة عالمية مهمتها توصيل النور إلى مستحقيه؛ أي إلى البشر جميعا؛ إذ تشرق على الجميع دون تمييز، تحدوها قيم الخير والحق والجمال، وهي غايات في ذاتها وثواب ذاتها، وهي نهايات لا شيء وراءها.
حين علمت أن مؤسسة هنداوي لا تهدف إلى الربح قلت: «وجدتها!» فقد آليت على نفسي منذ سلكت طريق الكتابة أن أقدم جهدي بروح الرسالة ومنطق الخدمة، غير فارك كفي تلمس ثمن، وأن أكسب لقمتي من مصدر آخر غير خبز الهيكل؛ فمارست الطب سحابة يومي، وقمت ليلي أبث القارئ حديثا لا يميل به الغرض ولا يمذقه الارتزاق.
ثمة خيط واحد يصل أعمالي جميعا على تفاوتها الظاهري الشديد؛ ثمة هم واحد هو تأهيل العقل العربي وإيقاظه من سباته التاريخي الذي طال كثيرا، تأهيله «بالمنطق القويم والفهم السليم والفكر النقدي، لكي يتقبل الحداثة، والحضارة، والتعددية، ولا يعود ينفر من الآخر، ويجمد الزمن، ويهرب من الحرية».
توطئة
بقلم د. غسان يعقوب
هذا الكتاب يختلف عن باقي الكتب، فهو ليس كتابا للتسلية وقتل الوقت؛ إنه كتاب يهز عقلك ووجدانك؛ لأنه يبحث في أهم مسائل وجودك: من أنت؟ من تريد أن تكون؟ ما هي خبرتك في الوجود؟ كيف تختار مصيرك وتبني هويتك؟ كيف تواجه السأم والحزن والعزلة وتفاهة الحياة وقلق الموت؟ كيف تكون حرا ومسئولا في آن معا؟
هذه التساؤلات الكبرى أو الهموم النهائية يجيبك عنها العلاج النفسي الوجودي الذي يشكل محور هذا الكتاب.
كثير من الناس يعيشون كالقطعان .. إنهم يأكلون ويشربون ويبحثون عن إشباع غرائزهم وحاجاتهم المادية، وقلما يبحثون عن ذواتهم. إنهم يهربون من مواجهة الذات ومن العزلة، ويخافون المرض والموت. لذا، فهم يجدون الأمان في الامتثالية الجماعية وفي الهروب من الحرية والمسئولية، وما علموا أنه في القلق الوجودي يتفتح الوعي وتنمو الإرادة ويسمو الوجود. حيث تكون كنوزك يكون قلبك، وكنوزك هي نفسك. إن هناك صوتا يهتف لك: قم وانهض، فهناك شيء ما ينتظرك في هذا العالم وعليك أن تقوم به. لا تقل: لا أقدر. كل إنسان يختار ما سيكونه. فإذا اخترت الهزيمة لنفسك، فعليك أن تتحمل النتائج. لا تخف من القلق ومن الوحدة. ضع أمامك هدفا تسعى إليه. أعط معنى لوجودك حتى تشعر بقيمة الحياة. إنما يحدد الإنسان بأهدافه، كما يقول سارتر. معظم المرضى الذين نعالجهم يعيشون دون هدف واضح ودون رؤية مستقبلية. إنهم يجترون الماضي بصوره الداكنة، وهم يشعرون بتفاهة الحياة التي تبدو لهم وكأنها مجردة من أي معنى.
إن الحصاد موجود هنا وهناك، ولكن الفعلة قليلون. فالحياة حياتك. ومن العار عليك أن تقبل بالهزيمة والاستسلام. أنت مسئول عما حل بك. فلا تلم القدر ولا تلعن الآخرين، بإمكانك أن تختار، أن تعيد النظر في خبراتك السابقة، أن تتخطى نفسك وتفتح صفحة جديدة في حياتك. فهل حاولت ذلك مرة واحدة؟ لا تقل: أنا مكتئب وقلق وخائف وفاشل، بل قل: لدي شيء من الاكتئاب والهم والخوف مثل بعض الناس، وسوف أحاول أن أبدل نمط تفكيري وأسلوبي واختياري في الحياة. ليس هناك إنسان فاشل تماما إلا إذا هو اختار الفشل لنفسه كنمط أساسي لوجوده.
ناپیژندل شوی مخ