داخلت ته د هستونزي روغتیايي درملنې ته
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
ژانرونه
being-in-itself ... وجود العجماوات والجمادات الغارقة في سبات الضرورة وسكينتها.
هذا النزغ هو الذي يسميه سارتر
mauvais foi . وهو لون من خداع النفس يزين للإنسان العبودية والاستسلام باعتباره مسيرا غير مخير، وضحية قوى بيولوجية وتاريخية واجتماعية حتمية قاهرة ليس له فيها يد، وكأنه مجرد «شيء» من الأشياء أو «موضوع»
object
من الموضوعات. ويمعن سارتر في توكيد الحرية إلى أقصى مدى. فيقول: إن الإنسان إذ يتمتع بالوعي الذاتي، فإن بإمكانه أن يعي حتى أسباب فعله ومحددات سلوكه، وهو خلال هذا الوعي الانعكاسي يقف على دوافعه ويراها، ومن ثم يمتلك زمامها ويصبح حرا إزاءها وفي حل من اتباعها. إن الكائن البشري محكوم عليه أن يوجد خارج ماهيته وخارج دوافعه وأسبابه.
يقول سارتر إن هذا ليس تشاؤما؛ بل هو الوضوح والصرامة المتفائلة، والعزوف عن التعامي والتعتيم على النفس التماسا للسكينة الرخيصة والأمل الكاذب. فالفكر ليس عبدا «يخدم على» أهوائنا ويعمل على راحتنا واسترخائنا. بل هو وظيفة بشرية تتعلق بتعرف الحقيقة كما هي وإماطة الوهم كيفما كان. والحقيقة هي أن مصير الإنسان قابع داخل نفسه، ومن ثم فالشيء الوحيد الذي يمكن الإنسان أن يعيش حياة جديرة باسمها هو الفعل الحر والالتزام المسئول.
إذا انتقلنا الآن من فكر سارتر إلى متضمناته السيكولوجية أمكننا القول: إن النظام الاعتقادي للمعالج النفسي (فلسفته) وتصوره لطبيعة البشر - من حيث هو تصور «وجودي» أو «ماهوي» - يؤدي بالضرورة إلى تباين بعيد في تعريف السيكوباثولوجيا (علم النفس المرضي) وفي تصنيف الشخص المتعين أمامه من حيث الصحة والمرض، وبالتالي في اختيار التدخلات العلاجية الأنسب. «لا فكاك من الفلسفة» .. قالها المعلم الأول قديما، وها هي تفرض نفسها في سياق الحديث عن العلاج النفسي: إن المعالج النفسي غير المستنير فلسفيا هو معالج ناقص؛ بل خطر. وربما يؤذي من حيث يريد أن يصلح، ويهدم من حيث يريد أن يبني. (4) ميرلو بونتي
ويعد موريس ميرلو بونتي
M. Merleau-Ponty
المتوفى عام 1961م، آخر الفلاسفة الوجوديين الكبار في فرنسا. تلقى ميرلو بونتي تدريبا سيكولوجيا. ودرس السيكوباثولوجيا والتحليل النفسي دراسة جادة. وكان لعمله المبكر «فينومينولوجيا الإدراك» أثر بعيد في الطب النفسي والنظرية النفسجسمية. وفيه يقدم تحليلا عميقا للإدراك، ولدور ما أسماه «الذات الجسمية». يرى ميرلو بونتي أن الجسم الحي يتميز بالخصائص التي نسبها الفلاسفة الأوائل للخبرة وللوجود. وهو يتصور الجسم ليس فقط بالطريقة التي يتصورها الفسيولوجيون، ولكن أيضا بوصف أن الجسم «يقصد» وظيفيا إلى أحداث خارجية مرتبطة. وكان ميرلو بونتي على دراية كبيرة بحالات عطب الدماغ وسيكوباثولوجيتها ومشكلات التحليل النفسي. وهو يتحدث في كتابته باللغة الإكلينيكية للطبيب النفسي محتفظا في نفس الوقت بوضعه كفيلسوف حرفي قدير. (5) كارل ياسبرز
ناپیژندل شوی مخ