مدخل فقهي
المدخل الفقهي العام
خپرندوی
دار القلم
ژانرونه
فيه بعض من سبقنا. لكن يبدو للمتأمل أن هذا التفسير لنشوء المدرستين وتوطنهما الجغرافي بادىء الأمر لا يتفق مع عدة حقائق تاريخية وفقهية مشهورة، منها - كان العراق من أسعد الأمصار حظا بالصحابة. "وكانت الكوفة والبصرة قاعدة للجيوش الإسلامية.. ونزل بها أكثر علماء الصحابة(1) وكانت الكوفة مقر الخلافة زمن علي - كرم الله وجهه - وكان فيها قبله ابن مسعود، وسعد بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر، وأبو موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وعمران بن حصين، وكثير من الصحابة الذين كانوا من حزب علي ومن معه كابن . (2)a..عباس. وهؤلاء هم حملة الحديث ورواته هذه الحقيقة تتنافى مع ظن قلة الحديث في العراق.
ب - إن أشهر مجتهد في الحجاز هو مالك بلا ريب، وفقهه يعذ في مدرسة أهل الرأي، على الرغم من كثرة روايته للحديث .
ج- إذا كانت البيئة الاجتماعية في العراق هي الداعية إلى اللجوء لرأي، فكيف أنجبت هذه البيئة نفسها إمام مدرسة أهل الحديث أحمد بن حنبل ؟
د - وإذا نظرنا في فقه الإمام الشافعي نراه أقرب إلى أهل الحديث، الا ولا يمكن أن ينسب هذا لبيئته، إذ قد عاش في الحجاز واليمن والعراق ثم صر، ودرس أقوال أهل الحديث وأهل الرأي قبل أن يبرز بمذهب متميز.
- نتيجة: إن التفسير "الجغرافي" لنشأة مدرستي الرأي والحديث وتركزهما لا
(1) تجاوز عدد من حل بالكوفة من الصحابة ثلاثمائة صحابي.
(2) تاريخ الفقه الإسلامي للأستاذ محمد علي السايس (دار المعارف - القاهرة، ص
مخ ۱۹۶