وفي أسماء القرى بقايا أديار قديمة، فمنها عامر وقد ذكرناه، والآخر خرب مثل قرية دير الغزال ولا دير قديم فيها اليوم، وقرية دير طحنيش ودير لباس في أرض الكرك؛ أي دير النبي إلياس كما مر. وفي مشغره اسم دير صالح ودير مري (مريم)، ودير زينون وعليه جسر بين عنجر وبر إلياس، ودير مار موسى علين قرب زحلة.
ومن آثاره القديمة حصن الكرك، وحصنا نيحا وقلعة المشيرفة فوق زحلة، وقصر الكنيسة على قمة جبل الكنيسة أو بوارش، وقلعة الرمثانية الضخمة الأطلال المشرفة على البقاع، وآثار في بلودة والتويتة منها حمامات. وهيكل جديتا الذي ظهر منذ سنوات، وهيكل الفرزل ومغاورها ومسلتها المصرية. وقلعة قب إلياس وهيكل عين الجر وسورها وأقنيتها وهيكل ماسة. وتمثال عين أبلج ونواويس كثيرة ومغاور بديعة الشكل، وفي جديتا نواويس على بعضها كتابات مهشمة يرجح أنها يونانية، ويوجد سرب تحت الأرض من عين الجر إلى قرية الإصطبل، قرب قب إلياس ولا منفذ له. وقرب قب إلياس صخور على أحدها صورة آلهة على زي المعبودات اليونانية، وعلى الثاني صورة ثور على ظهره أسد وعلى جانبه عجلتان. وكذلك صورة في الفرزل تمثل إلها غريب الشكل، ممتطيا جوادا ولابسا لبس الأسويين لعبادة الشمس.
ونقود كثيرة منها ما ظهر مؤخرا في تل زينة فوق الكرك، وهو قطع فضية عليها صورة خلفاء الإسكندر على وجه، وعلى الآخر نسر كبير وكتابة يونانية تدل على أنها صكت في صور. وفي مشغره مغاور أصلها مدافن قديمة على أبوابها نقوش زهور، وفي هذه القصبة آثار دير صالح وآثار وادي الحمام وقلعة عمارة والخرائب، وفيها آثار قساطل قديمة لجر المياه وحمامات وبلاط. وقلعة النمر، ومن المروي على الألسنة أنه كان لمشغره في القديم بوابتان تقفلان ليلا. وفي سحمر مغاور أشبه بمغاور مشغره وآثار دير عين الجوزة ومغاوره قديمة، ومغارة زلايا وهي ذات طبقتين كان يحاصر فيها المحاربون ولا سيما المعنيون، وهي في البقاع الشرقي في آخرها وبعدها إليا. وزلاية قرية بين يحمر وإليا. وفي مغارتها نبع قديم له صهريج ومنفذ، فلذلك لا تزيد مياهه ولا تنقص. وآثار عريض الرأس الممثلة قصرا قرب عيتنيت، وآثار عين التينة، ومغاور الخربة وآثار بحوشة فوق كرك نوح، وآثار دير النبي إلياس في السهل، وهناك أطلال أبنية قديمة ضخمة الحجارة وأساسات دير وقبرية على أسطوانة مستطيلة عليها كتابة بحروف رومانية،
8
وأجران حجرية مستديرة من جهة واحدة وحجارة منقوشة، ومغاور جب جنين وجبها القديم وكامد، وآثار السلطان يعقوب، وقصر الدكوة قرب عنجر، وقصر السويرة وباب مارع وعين زبدة. ومصنع قرية عرعان أو عرعار في البقاع الغربي على بعد ثلاث ساعات عن القرعون إلى الشرق الشمالي، وعلى بعد نصف ساعة عن قرية البيرة إلى الجنوبي الغربي، وهي اليوم خربة ومصنعها كبير معروف بالمقطع منقور في رابية من الصخر الأبيض، بطول نحو ثلاثين ذراعا وعرض 20 وعمق نحو15 ذراعا ، ومدخله منقور في الصخر اتخذ خزانا لجمع مياه الشتاء ولا تنفذ مياهه، فيسقي الرعاة منه ماشيتهم ويستقي منه أهل القرية لما كانت عامرة.
وللبقاع مداخل تمثل مضايق عسرة المرور، وكان مدخله العظيم الخطير درب المغيثة من قمة الجبل من المديرج
9
إلى خان مراد،
10
وكان فيه خفراء يدفع المارة لهم خفارة، ليؤمنوهم في الطريق ويقوهم من عيث قطاعه، وبقيت هذه الخفارة زمنا طويلا إلى سنة 1812م، فأبطلها الأمير بشير الشهابي الكبير وأذن للقوافل أن تسير بأمان دون تغريم، فسهل سبل المواصلات. ومن الجنوب كانت مداخله من صيدا ونيحا في الوادي بين تومات نيحا، وهناك درجة فرحات. وعلى كل من التومتين برج ومنارة وكان البرجان لحماية الوادي من دخول الأعداء في أيام الحروب. ومن جهة جزين في وادي السنديان قرب مشغره، ومن جهة بلاد بشارة (أو جبل عامل) في واد عميق من جسر برغز على الليطاني، ومدخل عريض الرأس قرب عيتنيت في واد، ومدخل وادي القرن من الشرق. ومدخل يحفوفه والزبداني، ومدخل سهل بعلبك من الشمال وكان يسمى قديما مدخل حماة، ثم مدخل جبل المنيطرة من جهة العاقورة، ومدخل زحلة بين صنين والكنيسة وغيرها. وكلها كانت محصنة بقلاع قديمة هدمت.
ناپیژندل شوی مخ