إن الزعامة القوية أو المستقوية تضعف شعبها ما في ذلك شك والشعب القوي في حاجة إلى رئيس فقط وأبدا ليس في حاجة لزعيم، فإن المغير الحقيقي هو الشعب وليس أبدا الحاكم مهما رفع الحاكم من شعارات، والشعب الضعيف أمام الزعيم لا يغير شيئا، ولهذا لا يتغير أي شيء، مآسي هزيمة 67 أنها كشفت لنا، وقد كنا نتصور أن كل شيء يتحقق لنا، أن شيئا لم يتحقق، حتى داخل أقوى الأجهزة، قواتنا المسلحة، وحين أدرك شعبنا أنه وحده المسئول عن حمايتنا واسترداد أرضنا، كان انتصار أكتوبر المجيد. •••
إن أهم ما تحقق خلال السنوات الست الماضية أن شعبنا بدأ يمسك زمامه بيده، وبدأ يقوى ويرفع عنه أيدي الأوصياء بالقوة، وبدأ يدرك حجم مشاكله الحقيقي، ويبحث عنها وينقب، وحل المشاكل دائما يبدأ بإدراكها، مثل أي علاج لا بد أن يبدأ بتشخيص دقيق، وهذه كلها علامات صحة لا نراها؛ ذلك لأننا تعودنا على رؤية المرض حتى مرض نظرنا نفسه، وفي أحيان وجهات نظرنا.
ولهذا فأنا أعتقد أن ست سنوات أخرى من هذا النوع من الحكم الذي يقوي الشعوب هو ما تحتاجه بشدة.
ست سنوات أخرى أعتقد أننا فيها سنصبح أقوى بكثير مما نحن عليه اليوم: إذا كنا نريد أن نعدل الدستور نعدله، إذا كنا نريد الانتخاب بدل الاستفتاء نفعل، إذا كنا نريد أحزابا جديدة ومنابر جديدة للرأي نوجدها، إذا لم تكن تعجبنا وسائل الإعلام والصحافة والثقافة والمسرح والسينما وفوضى المرور في الشوارع ومهرجانات الضجة الصاخبة آناء الليل وأطراف النهار نرفضها. فالشعب القوي هو القادر على التغيير، وأعتقد أن كل الأصوات حسنة النية التي تطالب بالتغيير، تطالب بهذا لا لتحكم به، وإنما ليتيح لها وللشعب قدرا أكبر من القوة والقدرة.
والضمان الوحيد لهذا أن يستمر مبارك كرئيس للجمهورية بتلك المواصفات نفسها التي حكم بها ست سنوات خلت، أما التغييرات فسوف نحدثها نحن حين نؤمن إيمانا حقيقيا أن الدولة جهاز يديره مواطنون لهم كل أعيننا وليس فيهم كل ميزاتنا، وأننا وحدنا حين نقوى كشعب سنقوى كدولة وسنقوى كعقول مفكرة وكإرادة قادرة على تحقيق هذه الأفكار. •••
لهذا أقول صادقا مع نفسي أن التقاعس عن إبداء الرأي في هذا الاستفتاء هو استكانة مرضية لفكرة أن رأي كل منا بمفرده غير مهم؛ فالشعب القوي لا بد أن يكون مكونا من أفراد أقوياء، وليس من صفات القوة أن يتنازل الإنسان، ولكن قانون انتخابه وهؤلاء الذين ركبوا موجة الحزب ستوحي لنا وللعالم أننا تغيرنا إلى الأحسن، وأننا أصبحنا قوة يحسب حسابها. قولوا نعم أو قولوا لا؛ فالمهم أن نكون هناك، أن نترك الصحيفة جانبا ويرتدي كل منا أحسن ما عنده من ثياب ويقول لأولاده وأسرته أنا ذاهب لأقول رأيي الذي امتنعت عن إبدائه سنين طوالا، لأنه في الحقيقة لم يكن له وزن، وكان إجراء شكليا محضا. هذه المرة حين نذهب كمواطنين أقوياء نقول نعم أو نقول لا، فأنا أصوت إذن مع حقي في إبداء رأيي وواجب الجميع وعلى رأسهم مبارك أن يحترموا هذا الرأي وأن يعملوا به.
فرق كبير أن يحدث الأمر الواقع بغير إرادة منا وبين أن يحدث بإرادتنا، فإذا تعلمنا معا أن تكون إرادتنا هي الفيصل فإننا لن نكتفي في المرة القادمة بأن نقول نعم أو نقول لا، وإنما سنملي رأينا بالتفصيل ونثبت حقنا في المفاضلة بين مرشح وآخر، ونوجد نحن وليس المحترفون فقط، على الساحة.
إني أقولها، بكل الصدق مع نفسي ومعكم نعم لست سنوات أخرى من حكم مبارك، فهو وحده الطريق لأن نكبر أكثر ونقوى أكثر.
وإذا كانت الإعلانات والصفحات قد أزعجتكم مثلما أزعجتني فذلك عمل أجهزة وأشخاص يريدون أن يضمنوا المستقبل.
فلا تدعوا الضجة تخفي الحقيقة، والحقيقة الوحيدة هي نحن، هي عند الأصوات في صناديق الاستفتاء.
ناپیژندل شوی مخ