والسؤال مهم، والتساؤل محتم؛ فلقد اخترعنا التليفزيون وعممناه لننشر ثقافة هز البطن ومجالس الخلفاء والندماء، أو بالكثير لنعرض فيه أفلاما قديمة لعقلية قديمة ولأهداف بالغة التأخر.
والسينما استعملناها لنروج لأسف وأحط القيم.
وصناعة السيارات بذلنا فيها دم القلب لتتكدس تاكسيات يملكها القادرون.
ووزارة الثقافة استعملناها لننتج كتبا ميتة ومسرحيات هابطة.
السؤال مهم ...
فما لم يكن هدفنا واضحا نرتضيه ونجمع عليه ونوزع أدواره على كل منا ...
ما لم يكن وراء التحرر، والحرب أو السلام، والاشتراكية أو التصنيع، والتنظيم السياسي أو تحرير الملكية، ما لم تكن هذه كلها أجزاء تابعة ومنتهية إلى هدف أكبر وأعظم يصبح الهدف المقدس في حياتنا، وتقديسه نابع من تقديس كل منا له واختياره إياه، فإننا لن نصل لتحقيق هذه المفردات فقط ولكننا ربما نحققها بطريقة مثيرة للضحك تماما؛ إذ نحققها لنصل بطريقة تقدمية جدا إلى هدف متخلف جدا، أو بالأصح نصبح عباقرة الإسراع إلى الخلف في عالم نكاد نستطيع اللحاق به لو أسرعنا إلى الأمام.
وفقط حين رأيت الآخرين، الأفقر منا بكثير، الأقل منا عمرا، الذين يروننا الأعرق والأخلد. بدأت أكتشف نفسي، أقصد نفوسنا، وأجد كل نفس لدينا قد أصبحت قارة، أحاطت نفسها بستار، ترفض كل شيء، وتهزأ بأي حدث، وتعيش مثلما غيرنا يعيش، وكأننا كنا في انتظار نكسة 67 أو أي كارثة عربية لنقول: بركة يا جامع! وما الفائدة؟ لنقول: ولسه ح نرجع نعافر تاني؟
وكل عشمي ألا نكون قد خرجنا من هذا كله وقد أضيئت معالم الإنسان الآسيوي في عيوننا؟ عشمي الأكبر أن يكون كل منا قد خرج بضوء قد تسرب لنفسه هو، وحتى بلا ضغينة يراها، وبلا تأنيب كثير للذات يحادثها، وبحديثه يكشف طاقة أمل، مهما صغرت، فهي البداية.
فلنعجل بالبدء
ناپیژندل شوی مخ