مدینه فاضله عبر تاریخ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
ژانرونه
ذلك لأن هذه الحكومة هي التي ستستعيد بحق الحريات المفقودة، وبهذا تصبح بهجة لكل الأمم، ونعمة على الأرض كلها. لأن هذا هو الذي يمحو لعنة الملوك، ويجعل أورشليم القدس ممجدة في الأرض. ولهذا فلتنظروا جميعكم، يا من تدعون إلى الدين والأمور الروحية، انظروا إلى أي روح تدعون؛ لأن دعوتكم ستمثل أمام المحكمة.
وإذا تربعت حكومة الكومنولث على العرش فلن يستطيع طغيان ولا قهر أن ينظر في وجهها ويواصل حياته. لأن الظلم عندما يقع على الإخوة بيد الإخوة، فذلك دليل على أن هذا لا يمكن أن يحدث في ظل حكومة كومنولث، بل في ظل حكومة ملكية، وأن الظلم قد اتخذ من اسم صانع السلام معطفا يخفي تحته جشعه وغروره وقهره.
ولا يمكن أن تكون حكومة الكومنولث من عمل مشرع أو مخلص «لأن هذه الحكومة لا تعتمد على إرادة شخص أو أشخاص بعينهم ... كما أن المشرع الكبير لحكومة الكومنولث هو روح الاستقامة الشاملة التي تسكن الجنس البشري، وتنهض الآن لتعلم كل إنسان أن يعامل غيره كما يجب أن يعاملوه، وهي لا تهتم كذلك باحترام الأشخاص، وقد قتلت هذه الروح (أي روح الاستقامة الشاملة) حب الذات، ودفنت أنانية الفريسيين في مزابل حقدهم طوال السنوات الماضية.»
وتنبع قوانين الكومنولث الحقيقي من «الحماية المشتركة» (التكافل) أو ما يدعوه كروبوتكين
Kropotkin
4 «التعاون المتبادل»، وهو «مبدأ كامن في كل إنسان يسعى لخير الآخرين كما يسعى لخير نفسه»: «هذا هو جذر شجرة الحكام، وقانون الاستقامة والسلام؛ وكل القوانين الخاصة التي تم اكتشافها بالخبرة والتجربة، ولا بد من تطبيقها لتحقيق الرعاية والحماية المشتركة، وهما من أغصان تلك الشجرة وفروعها؛ ولأن الجهل يمكن أن ينتشر بين مختلف أنماط البشر، فقد نقش هذا القانون الأصلي في قلب كل إنسان، وليكون مرشده أو قائده، حتى إذا أعمى الجشع والغرور أحد الموظفين وتحكم الجهل فيه، أمكن أن ينبهه شخص أقل منه شأنا إلى أنه قد ضل الطريق؛ لأن الحماية المشتركة والسلام هما أساس الحكم في كل الحكومات.»
ومهمة الحكام في الكومنولث الحقيقي هي «حفظ القانون العام، الذي هو جذر الحكومة الصحيحة، وبسط الحماية السلام على كل فرد، والتخلص من كل المبادئ والمصالح الأنانية التي تدفع على الطغيان والظلم، وتدمر السلام العام.»
دعا ونستنلي في «القانون الجديد للاستقامة» إلى المجتمع الذي لا يحتاج إلى محامين أو حكام؛ لأن الموظفين المنتخبين هم الذين يتولون شئون الإدارة في حكومته المتخيلة. ولم يفارقه إيمانه بأن «كل فرد يملك سلطة بين يديه يستبد بالآخرين»، ولذلك اتخذ احتياطات كبيرة لكي يضمن ألا يقع هذا الاستبداد، فيجب أن يتمتع كل موظفي الكومنولث بثقة الشعب وأن يتم انتخابهم بحرية. وأول حلقة في سلسلة الحكم هي أن يكون الحاكم أبا يحكم عائلته، ويدلل ونستنلي على صحة رأيه (ولكن بشكل غير مقنع!) بأن أطفاله هم الذين اختاروه، «لأن الضرورة هي التي دفعت الأطفال الصغار إلى اختياره بالإجماع لا بطريق آخر.» والحلقات الأخرى في السلسلة هم الموظفون الذين يتم انتخابهم من قبل الدائرة أو الإقليم أو المقاطعة أو الوطن.
ولما كان ونستنلي مقتنعا تمام الاقتناع بأن «السلطة مفسدة»، وخاصة إذا ما استمرت فترة طويلة، فلذلك نراه يدعو إلى اختيار موظفين جدد كل عام:
إذا شغل الموظفون العموميون مناصب القضاء لفترات طويلة، فسوف تبدل حالهم من الالتزام بالتواضع والشرف والمعاملة الرقيقة لإخوانهم، إلى أناس تخيم على قلوبهم سحب الجشع والغرور والمجد الزائف. وعلى الرغم من أننا نجدهم عند بداية تقلدهم لمناصب الحكم يتحلون بالروح العامة، وينشدون الحرية للآخرين كما ينشدونها لأنفسهم، فإنهم مع الاستمرار لفترات طويلة في هذه المناصب التي تجلب لهم الشرف والمجد، يتغير حالهم ويصبحون أنانيين يسعون لتحقيق مصالحهم، لا للدفاع عن الحرية العامة، وذلك كما أثبتت التجربة في هذه الأيام، طبقا للقول المأثور، أن المناصب الكبرى في الدولة والجيش تغير أحوال أعذب الرجال.
ناپیژندل شوی مخ