مدینه فاضله عبر تاریخ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
ژانرونه
أخيرا حل موعد الانتخابات العامة، وحدد يوم الأحد القادم لإجراء الاقتراع. وهذا الاختيار ليوم يستريح فيه العاملون أمر يستحق الثناء، ولا سيما إذا عرفنا أن هناك موضوعات عديدة - تزيد مئات المرات على ما كان عليه الحال في الماضي - تعتمد على نتيجة الانتخاب. إن القوانين هي كل شيء في الدولة الاشتراكية، فالقانون هو الذي يحدد لكل شخص مدة العمل الواجب عليه، وكمية الطعام والشراب التي ينبغي عليه تناولها، وطريقة ملبسه ومسكنه وغير ذلك.
وتشكو الأحزاب المعارضة شكوى مرة من ندرة الأشخاص الذين يملكون الجرأة الكافية - حين تحين لحظة الاختبار الجدي - لمواجهة الحكومة بشجاعة مواجهة الخصم لخصمه، سواء باعتبارهم مرشحين للبرلمان أو متحدثين في الاجتماعات الانتخابية. وربما يرجع هذا التخاذل من جانب المعارضة إلى الإجراءات التي تلجأ إليها الحكومة لتغيير وظائف العاملين غير المرغوب فيهم، أو نقلهم للأماكن النائية. وأمثال هذه التغييرات المفاجئة تجر معها في معظم الأحيان الكثير من الضيق والألم، وبخاصة للمتقدمين في العمر. وطبيعي أن من حق أي إنسان أن يحتج على النقل الذي يشبه أن يكون نزوة من جانب الحكومة، ولكن كيف للفرد أن يستوثق من أن هذا النقل لم يكون خطوة محمودة، أو لم تسوغه تغييرات أخرى أعم في خطة العمل جعلت النقل أمرا ضروريا؟
ويتم الاقتراع بطريقة الإدلاء بالأصوات بواسطة أوراق عليها ختم رسمي وتسلم لكل شخص في ظرف مغلق. ولكن نظرا لجهاز التجسس الحكومي الذي يتغلغل في أشد الأمور خصوصية، ولأن حياة كل فرد قد أصبحت من الشئون العامة، وخضوع الجميع لنظام الرقابة، نظرا لكل هذه الأسباب أخذ الكثيرون يتشككون في سرية أوراق التصويت ونزاهتها، كبديل عن التصويت الذي يعبر عن اقتناعاتهم العميقة. لقد كانت مثل هذه الأشياء في العهود السابقة مقصورة على المناطق الانتخابية الصغيرة. أما الآن فقد أصبح كل إنسان جاسوسا على جاره.
23
نتيجة الانتخابات
أثبت فرانز أنه كان على حق في تنبئه بنتائج الانتخابات. فهو في خطاب الأخير يعبر عن إيمانه بأن غياب الحرية الشخصية والتجارية عن المجتمع لا بد أن يحكم - حتى على أكثر أشكال الحكومات تحررا - بالعجز عن تحقيق أي استقلال سياسي. وقد ذكر أن الأشخاص الذين يعتمدون اعتمادا كبيرا على الحكومة، حتى في شئون الحياة العادية إلى أقصى حد، كما هو الحال معنا الآن، لم تكن لديهم - إلا في أندر الحالات - الشجاعة الكافية للتصويت ضد الرغبات المعلنة للسلطة، وذلك مهما قيل عن سرية التصويت. وقد كتب فرانز يقول إن حق التصويت في ظل الدولة الاشتراكية لن يكون له أي معنى جاد أكثر من معناه بالنسبة للجنود في الثكنات، أو السجناء في السجون.
وتبين نتيجة الانتخابات أن حزب الحكومة - بالرغم من الاستياء العام المنتشر بين الناس - قد فاز بثلثي الأصوات المسجلة في الاقتراع.
إن التعاسة التي حلت بأسرتي من جراء المحنة الثقيلة، جعلتني أتخلى عن نيتي الأصلية في إعطاء صوت مضاد، ومن ثم صوت مع الحكومة. ماذا كان يمكن أن يئول إليه مصير زوجتي ومصيري، في حالتنا النفسية الراهنة، لو أنني أرسلت إلى مكان صغير ناء في الأقاليم؟
الإضراب الكبير واشتعال الحرب
قام بعض عمال الحديد في برلين وضواحيها بالإضراب صباح اليوم، وذلك بسبب رفض مطالبهم في تسلم المكافأة الكاملة عن عملهم. وقابلت الحكومة الإضراب بقرار فوري بوقف وجبات الغداء والعشاء لكل المشاركين في المظاهرة. والتزم الموظفون في جميع مطاعم الدولة بالتعليمات الصارمة بعدم قبول كوبونات عمال الحديد. وقد طبق هذا الحرمان - تنفيذا للتعليمات الحكومية - على كل المطاعم والمحلات التي يتزود منها هؤلاء الأشخاص في الأوقات العادية بحاجاتهم الضرورية. وتراقب وحدات قوية من قوات الشرطة هذه المحلات والأماكن المختلفة عن قرب. وبهذه الإجراءات تتوقع الحكومة أن يخضع المتظاهرون خلال وقت قصير نتيجة تجويعهم، وأن اللقيمات القليلة التي ستعطيها لهم زوجاتهم وأصدقاؤهم لن تجديهم شيئا.
ناپیژندل شوی مخ