مدینه فاضله عبر تاریخ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
ژانرونه
وهناك خمسة عشر ألف منطقة في هذا البلد العجيب، وتحتوي كل منطقة على ستة عشر حيا، فضلا عن الهاب
Hab (بيت التأمل)، والأربع هيبات (بيوت التعليم
Hebs )، وفي كل حي يوجد خمسة وعشرون منزلا، وكل منزل يحتوي على أربع شقق يسكن كل واحدة منها أربعة رجال، أي أن هناك أربعمائة منزل في كل منطقة، وستة آلاف وأربعمائة شخص، إذا ضربت في خمسة عشر ألف منطقة، يتضح أن عدد سكان الأرض الأسترالية بأسرها يبلغ حوالي ستة وتسعين مليونا، بالإضافة إلى جميع الشبان والمعلمين الذين يسكنون دور التعليم، ويوجد في كل منها ثمانمائة شخص على الأقل ، ولما كان يوجد في خمسة عشر ألف منطقة ستون ألف دار للتعليم، فإن الشباب والمعلمين الذين يدرسون لهم، سيبلغ عددهم ما يقرب من ثمانية وأربعين مليونا.
أما المنزل الكبير الذي يسمونه في كل منطقة بالهاب، أي منزل التسامي، فهو مبني بالأحجار الشفافة التي تشبه أفخر كريستال لدينا، ولكن هذه الأحجار متوافرة بكميات عجيبة متنوعة الأشكال ومن كل الأنواع والألوان. وهذه الألوان شديدة الرقة والحيوية، وتمثل أنواعها غير المحدودة في بعض الأحيان أشكالا إنسانية، وفي بعضها الآخر حقولا متناهية في الجمال أو شموسا وأشكالا أخرى تفيض بحيوية لا يشبع الإنسان من الانبهار بها. والمبنى كله خال من أي صنعة لافتة للانتباه، باستثناء القطع الغريب للأحجار، والمقاعد المحيطة بها، وست عشرة مائدة كبيرة مصبوغة باللون الأحمر الذي تزيد حيويته على لوننا القرمزي.
وهناك أربعة مداخل ضخمة، تؤدي إلى الطرق الأربع الكبرى القائمة عليها، وتمتلئ جميعها باختراعات نادرة جدا. وهم يصعدون إلى قمتها بواسطة ألفي درجة إلى حيث توجد منصة تتسع سهولة لأربعين شخصا ... ولا يعيش أحد فوق هذه المنصات بصفة مستمرة، وإنما يأخذ كل حي دوره في تزويد الموائد بالطعام الذي يكفي اثني عشر شخصا لإنعاش عابري السبيل ...
ويوجد في كل حي خمسة وعشرون منزلا عاما يطلق عليها اسم «الهيب»
Hiebs ، أي مساكن الرجال، وتعدادها خمسة وعشرون منزلا في كل حي، وقطرها أربع مسافات. وهي مقسمة، مثل بيوت التعليم، بحائطين عاليين يكونان أربعة فواصل متميزة يؤدي كل منها إلى إحدى الشقق ... ويسكن في كل فاصل أربعة أشخاص يسمونهم «الكلية
Cle » أي الإخوة. ولا يرى شيء في هذه المباني باستثناء أربعة مقاعد تشبه الحواجز، يجلسون عليها لكي يستريحوا وبعض المقاعد المختلفة لنفس الغرض ... وهناك كميات كبيرة من المياه التي تنحدر من الجبال ويعرف الأستراليون كيف يستغلونها استغلالا جيدا، لأنهم يحولونها في قنوات تتدفق حول كل المناطق والأحياء والشقق بطريقة بارعة، وتسهم بدور كبير في زيادة خصوبة أرضهم.»
ونأتي الآن إلى وصف الأستراليين: «إن جميع الأستراليين من كلا الجنسين وإذا حدث أن ولد طفل من جنس واحد، فإنهم يخنقونه باعتباره مسخا. وهم خفيفو الحركة، شديدو الحيوية والنشاط، يميل لون بشرتهم إلى الأحمر أكثر من القرمزي، ويبلغ طولهم بصفة عامة حوالي ثمانية أقدام، ووجوههم طويلة إلى حد ما، وجباههم عريضة وعيونهم بارزة، وأفواههم صغيرة، وشفاههم قاتمة الحمرة، وأنوفهم تميل إلى الطول أكثر من الاستدارة، ولحاهم وشعورهم سوداء على الدوام، لأنهم لا يحلقونها بسبب ضعف نموها، وذقونهم طويلة ومرتفعة إلى أعلى قليلا، ورقابهم نحيلة، وأكتافهم عريضة ومرتفعة، وأثداؤهم ضئيلة ومنخفضة (ونهودهم مستديرة وبارزة)، وحمرتها تزيد قليلا على حمرة اللون القرمزي، وأذرعهم عصبية، وأيديهم عريضة وطويلة (وفيها ست أصابع) وصدورهم مرتفعة، ولكن بطونهم مسطحة، وتزيد قليلا في شهور الحمل، وأفخاذهم عريضة، وأرجلهم طويلة (وأقدامهم فيها ست أصابع ...) وقد اعتادوا أن يمشوا عراة، لأنهم يعتقدون أنهم إذا ارتدوا ملابس فقد صاروا أعداء للطبيعة، ومجردين من العقل. وفي بعض الأماكن يتدلى من أوراك بعضهم شيء كالذراع يشبه بقية الأذرع في طوله وإن زاد عليها نحولا، ويمكنهم أن يمدوه بإرادتهم كما أنه أقوى من الأذرع الأخرى.
ويلزم كل فرد بأن يأتي بطفل إلى بيت التعليم، ولكنهم يأتون به بطريقة شديدة الخصوصية، بحيث يعد الحديث في نظرهم عن ضرورة الزواج لتكاثر الجنس البشري إحدى الجرائم المحرمة.
ناپیژندل شوی مخ